الخميس، 19 ديسمبر 2013

التقويم ضرورة حياة


أن نسير في هذه الحياة دون مراجعة لمساراتنا و القيام بتقويم لها لمعرفة السلبيات والإيجابيات فيها فإننا بذالك نسير نحو "الإنتحار" دون أن نعي ذالك !!
التقويم سنة من سنن الحياة و هو الذي يجعلنا نعيش هذه الحياة بشكلها الحقيقي أما الذين يتجاهلون التقويم أو يعتبرونه ليس أساسيا فهؤلاء يعيشون "صورة" الحياة وليس جوهرها !
التقويم عملية يحتاجها الأفراد والمؤسسات  والدول و الأمم وهو عملية مستمرة وقد يقوم بها الفرد أو المؤسسة بشكل دوري أو بشكل سنوي .
لكن حين نجد مؤسسات أو دول أو أمم لاتقوم بهذه العملية فهل يمكننا أن نعتبر القائمين عليها لايدركون حجم المخاطر التي تهددهم ؟ أم أنهم يسيرون نحو "الإنتحار" عن قصد ؟؟!
تحتاج موريتانيا كأي دولة في العالم للقيام بعملية تقويم شاملة للمسارات السياسية و الإقتصادية والإجتماعية  لها وهي عملية  أصبحت ملحة يشارك فيها الجميع نحو إنطلاقة حقيقية وإذا لم نقم بهذه العملية فإن خطر الزوال يتهددنا أو على الأقل خطر الدخول في متاهات لاندرك كنهها قد تهدد كيان الدولة ككل و الكيانات المكونة منها .
وقبل أن تقوم الدولة الموريتانية بعملية تقويم لمساراتها سيكون على جميع المؤسسات التي تتكون منها الدولة أن تقوم بهذه العملية كل على مستواه وخاصة الأحزاب و المؤسسات السياسية .
تقويم الأحزاب السياسية لمسارها بما فيه خطابها السياسي سيخلق وعيا جديدا لدى المواطن وسيمكن من تنويع الأساليب بل إيجاد وسائل أكثر جدوائية في توصيل الخطاب السياسي لكافة شرائح المجتمع .
أما ماهو حاصل حاليا فهو السير أو "القفز" من مسار إلى مسار ومن خطاب إلى خطاب وهو أشبه برحلة "سيزيفية" لاجدوى منها ولانهاية لها !!
آن للدولة الموريتانية و أحزابها السياسية ومؤسساتها الإقتصادية و الإجتماعية أن تضع حدا لهذه "المأساة" السيزيفية و البدء في إنطلاقة جديدة "تدحرج" من خلالها كل "صخور" التخلف و الفوضوية التي تحول دون وصولنا إلى"طريق" التقدم .

الأربعاء، 19 يونيو 2013


ثمانية "كبار" يقررون مصير العالم !!!


عصبة الأمم .. الأمم المتحدة .. الهيئات الدولية .. القانون الدولي .. الشرعية الدولية .. حقوق الإنسان ..الثمانية الكبار ..  أسماء كبيرة تخفي في طياتها تناقضات عالمنا و "نفاقه" !!.. فمايظهر على السطح و ما يقال يختلف عن ماهو في "السر" و مايقام به فعلا !
***
في ايرلندا الشمالية التقطت كاميرات المصورين قادة الدول الثمانية "الكبار" في صورة تذكارية وهم "يبتسمون" وربما يقهقون بعد أن أحكموا وضع الخطة السنوية التي سيقتسمون من خلالها "كعكة" العالم ولكل "عضو" في مجموعة الثماني "نصيب" !!
تماما كما كانت المؤتمرات تنعقد في السابق لتقسيم مناطق النفوذ في العالم حتى لايصطدم "الكبار" ويؤدي ذالك لحروب طاحنة كما حدث في الحربين العالميتين و كما يحدث حين لايرضى "طرف" بحصته فيحاول فرض شروطه بالقوة !! 
يتم توزيع "مناطق النفوذ" حسب قوة الدولة اقتصاديا وعسكريا اي باختصار امتلاكها لكل عناصر القوة فاللغة التي يتحدث بها الجميع هي "لغة القوة" !
***
لم يكن الوزيران سايكس و بيكو وهما يرسمان "بقلم الرصاص" خرائطنا يفعلان ذالك "تسلية" وإنما ينفذان ما اتفق عليه "الأعداء الأصدقاء" حتى لاتقوم حروب طاحنة قد تمكن "للمتربصين" بهم من الدخول على الخط و الإستحواذ على مناطق النفوذ فالولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكن من "الكبار" ستستفيد لاحقا من "حروب الأوروبيين" فيما بينهم خلال الحربين العالميتين لتدخل كقوة جديدة لايمكن تجاهلها وستدخل "نادي الكبار" بكل قوة وحضور !
أدت الحربين العالميتين إلى تراجع قوة بريطانيا و فرنسا وألمانيا ودخول الإتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية كقوتين جديدتين سيطغى صراعهما على "النفوذ العالمي" لفترة طويلة فيما عرف حينها "بالحرب الباردة" و عرف خلالها العالم استقطابا حادا بين معسكرين معسكر غربي رأسمالي تقوده أمريكا ومعسكر شرقي اشتراكي يقوده الإتحاد السوفيتي .
هذا الصراع الذي سينتهي لصالح أمريكا و سياساتها الإقتصادية دون أن يعني ذالك انفرادها "بالنفوذ العالمي" بل ظل هناك مستوى من التوازن وتوزيع "الغنائم" بطريقة ترضي كل "اعضاء نادي الكبار" بما فيهم روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي !!
***
المتتبع لما حدث في العالم من أحداث خلال العقدين الأخيرين بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وموقف أمريكا وروسيا من تلك الأحداث سيدرك أن هناك تنسيقا وتعاونا بينهما أو على الأقل يوجد نوع من "التفاهم" وظهر ذالك جليا خلال غزو أمريكا للعراق عام 2003 حيث ظل الموقف الروسي "يترنح" بين رفض الحرب والموافقة عليها وما إن بدأ القصف الجوي لبغداد إذا "بالدب الروسي" ينزوي فاسحا المجال لما بعد الحرب من "صفقات إعادة الإعمار" أو "مقايضته بمناطق نفوذ أخرى" كتلك التي على تماس مع بحر قزوين والتي تعتبر جزء من أمنه الإستراتيجي !
تخلت روسيا إذن عن حليفها صدام حسين و تركته "لغمة سائغة" لأمريكا "بمقابل طبعا" وهو ماستفعله لاحقا مع حليفها القوي القذافي وستفعله مع آخر حلفائها في منطقة الشرق الأوسط المجرم بشار ولكن كل ذالك لم يتم ولن يتم إلا وفق معادلة تضمن لها الحصول على "مكاسب" ليس بالضرورة أن تكون "مناطق نفوذ" في الشرق الأوسط فلا زال في العالم "متسع" وهناك مناطق نفوذ قد تكون "أكثر مردودية" من كل "أنظمة المقاومة والممانعة والشعارات البراقة" !
***
تأكيدا لكل ماسبق لنعود إلى ايرلندا الشمالية والقمة الأخيرة "لنادي الكبار" و البيان الذي صدر بخصوص سوريا والذي تجنب ذكر مصير الأسد أو مطالبته بالتنحي بل اكتفى بعبارات "غامضة" و "خجولة" وهو مافسره نائب وزير الخارجية الروسي أنه سعي من المجتمعين لعدم الإخلال "بتوازن القوى السياسية" وهي لغة دبلوماسية تخفي "ماتم الإتقاف على القيام به فعليا" بعيدا عن عدسات المصورين و أعين الصحافة وأقلامهم !
***
ستظل كل شعارات العدالة و المساواة والديمقراطية و حقوق الإنسان التي تنادي بها المنظمات الدولية حبرا على ورق مادام مصير العالم بيد "ثمانية" يقررون فيه مايشاؤون و لايرون في غيرهم من الدول إلا "غنائم" جاهزة للتوزيع وفق "منطق القوة" و "توازن الرعب" !
نحن في عالم أعرج عالم القوة والقوة وحدها عالم لامكان فيه للضعفاء لكن ليعلم "الكبار" أن الضعيف لايظل ضعيفا طول حياته وكما خططوا ويخططون ليظلوا مسيطرين فإن غيرهم يخطط ليستعيد حريته وكرامته و ليستفيد من ثروات بلاده و يخرج من "دائرة" نفوذهم وسيطرتهم والبرازيل وتركيا خير مثال وهناك دول كثيرة على الطريق .

الأربعاء، 22 مايو 2013

هنا كولومبيا ؟؟!!

عزيز والنائب الفرنسي مامير الذي اتهمه برعاية المخدرات في الساحل 


آكرا عاصمة غانا كان يمكن أن يظل اسما عاديا لايحمل أي دلالة تتعلق بالقضايا الوطنية إلا أن المواطن المالي عمر با أصر أن يدخلها ضمن قاموسنا السياسي بل أضاف لها "تسجيلات" و "حاويات مشبوهة" قيل إنها تحوي دولارا مزيفا وقيل مخدرات !
المهم أن لغزها بقي محيرا و لايمكن أن يفكه إلا عزيز أو عمر با أو العراقي علاوي وربما لاحقا كمبا با !!
قبل عمر با كانت أوساط إعلامية تتحدث عن "علاقة مشبوهة" بين عزيز و حميد ولد بشراي الرجل الذي يقال إنه مرتبط بشبكات أوروبية وإفريقية لتجارة وتهريب المخدرات !!
وقبل أيام  كشفت صحيفة موريتانية ( الأخبار-اينفو) عن "خيوط" وشخصيتين جديدتين إحداها مطلوبة للإنتربول و الثانية للعدالة الموريتانية لتهريبهما للمخدرات هاتان الشخصيتان دخلتا الأراضي الموريتانية و شاركتا في مؤتمر كبير في فندق بالعاصمة ثم التقتا بعزيز !!
ملف المخدرات وتهريبها و حماية المهربين أصبح في عهدة رأس النظام بل إن البعض أصبح يتهمه بشكل مباشر وهو مؤشر خطير يهدد منظمة القيم المهددة أصلا فقبل سنوات تم اعتقال شخصيات أمنية في ملف مخدرات وعصابة يتزعمها أجنبي يحمل الجنسية الغينية و حامت شكوك كثيرة حول بعض رجال الأعمال والشخصيات السياسية إلا أن رئيس الدولة ظل دائما في منأى عن هذه الإتهامات !!

هل دخلنا إذن مرحلة تفكك كل الضوابط والقيم التي من المفترض أن يلتزم بها من يمثل الدولة ؟ أم أن معارضي النظام تجاوزوا الحدود في اتهاماتهم وباتوا يتهمون دون دليل ؟؟ إذا كان رأس النظام لاعلاقة له بالموضوع و إنما هي مجرد اتهامات باطلة فلماذا يستقبل المتهمين والمربين أمثال الشريف الطاهر و حميد ولد بشراي ؟؟ هل يمكن للقضاء الموريتاني أن يحقق في هذه الإتهامات؟؟ هل للقضاء أصلا استقلالية عن السلطة التنفيذية ؟؟
ستبقى هذه الأسئلة معلقة مادام رأس النظام يصر على تجاهل الإتهامات بل الوثائق التي نشرها أكثر من موقع إعلامي و تتحدث عن رعاية للمخدرات !!
اتهمامات النائب الفرنسي "مامير" هي وحدها التي أثارت غضب عزيز وأصر على ملاحقة الرجل قانونيا و هي القضية التي أسفرت عن "اعتذار" و أشياء أخرى !!
هل سر الغضب في أن الإتهامات جاءت هذه المرة من باريس التي لديها دور كبير في تثبيت أركان النظام ؟؟ أم السر في أنها صادرة من شخصية على علاقة بولد بوعماتو و كان كلامه ضمن الحملة الإعلامية التي كان يشنها الأخير على عزيز ؟؟

إذن الموضوع سيظل موضوع اسئلة ولا إجابات محددة و أكيدة في الموضوع لكن هذه الإتهامات المرفقة بالعديد من الوثائق لابد من التحقيق فيها إن كنا نريد لهذه الدولة أن تظل على الأقل ككيان سياسي له سمعة في العالم ينبغي الحفاظ عليها وليس تشويهها وتحويلنا من "دولة محترمة" إلى "مافيا لتهريب و رعاية المخدرات " !!
والسؤال الجوهري :  هل نحن أمام رئيس دولة أم رجل يسعى لأن يكون كالكولومبي بابلو اسكوبار أحد أكبر تجار المخدرات في العالم و أحد أغنياء العالم ؟؟
تقول سيرة بابلو اسكوبار  إنه أحدث ثورة كبيرة في صناعة المخدرات في كولومبيا و اشتهر بالعنف و تجارة المخدرات إلا أنه مع ذالك كان يطعم الفقراء والمساكين ويبني المستشفيات والمدارس وربما الشوارع !!!
أقام الرجل شبكة لتوزيع المخدرات و اصبح ملكا لها بلامنازع في كولومبيا بل في الأمريكيتين !! ومن خلال نشاطه "المرعب" صار اسمه على كل لسان بل غدت كلمة "كولومبيا" تحيل مباشرة إلى الكوكايين والهيروين و المافيا و ساءت سمعة الدولة كثيرا وشهدت هزات عنيفة إجتماعية وسياسية بسبب تجارة المخدرات كادت أن تقضي عليها !!
فهل نريد لبلادنا أن تتحول إلى "كولومبيا إفريقيا" ؟؟ وهل ذالك يخدم السلم والأمن الإجتماعيين ؟؟

الاثنين، 13 مايو 2013

إنتفاضة العطاش : الشعب يريد الحياة !



قبل سنتين تقريبا طالعت خبرا عن فتح مناقصة لتزويد المنطقة الممتدة من "كرفور ولد ابادو" بمقاطعة دار النعيم إلى عين الطلح بمقاطعة تيارت بالماء الصالح للشرب وقد رست المناقصة بعد ذالك على تجمع شركات يضم شركة صينية !!
بعد ذالك ساقتني الأقدار للسكن قريبا من تلك المنطقة فتذكرت المناقصة والشركة الصينية لكني لم أجد اثرا لشبكة المياه ولا للماء الصالح للشرب فلا زالت عربات الحمير هي المزود الرئيسي للسكان بالماء ولم أعرف لأي وجهة اتجه تمويل المشروع الذي جاء ثمرة للتعاون بين موريتانيا و البنك الإسلامي للتنمية بجدة !!
قصة الماء والعطش تعود بقوة لواجهة الأحداث هذه الأيام بسبب الإنتفاضات الشعبية المطالبة بالماء الشروب في أكثر من مدينة وقرية من ربوع هذا الوطن فبعد إنتفاضة سكان مقطع لحجار الشهيرة والتي تمكنوا من خلالها من تحقيق مطلبهم في تزويدهم بالماء الصالح للشرب بعد معاناة طويلة مع مياه ملوثة والتي  أثبتت الدراسات  أنها مضرة بالصحة  جاء الدور على بقية مناطق الوطن فسمعنا عن انتفاضات أهالي جكني وتمبدغه والطينطان و النعمه وروصو و كرو و افام لخذيرات و صانكرافه وغيرها من مدن وقرى هذا الوطن التي بات العطش يهددها !!
إلا أن انتفاضة سكان كرو تبقى حتى الآن هي الأكثر حيوية و توهجا فحراكهم الذي بدأ منذ القرابة الشهر يمثل انتفاضة شعبية رائعة من أجل الحق في الحياة فمطالب المنتفضين هي الماء والكهرباء فهل نتصور أن مدينة يمكن أن تعيش بدون ماء ولاكهرباء وخاصة في هذا القرن ؟؟!!
مع تزايد حراك أهل كرو وقوته كان رد السلطات عليهم ينم عن عقلية "متحجرة" لاتعي التغيرات التي طرأت على الشعوب في زمن عودة الجماهير و الثورة التكنولوجية !... قمعت الشرطة وبعنف الحراك الشبابي لأهل كرو المعتصم أمام الرئاسة وهو ما أعطى لهذا الحراك مشروعية أكبر و زخما إعلاميا مميزا و "انقلب السحر على الساحر" !
حتى اليوم لايزال أهل كرو منتفضين طلبا "للحياة" و تنوعت وسائل ضغطهم على السلطات من أجل تحقيق المطالب فبعد التظاهرات أمام القصر قطعوا طريق الأمل أكثر من مرة وأوقفوا حركة السير للفت الإنتباه لمأساتهم ! وهو ما أدى لتدخل والي ولاية لعصابه من أجل أن يظهر المنتفضين بمظهر المشاغبين والأقلية وهو ماعجز عنه حتى اللحظة !!
ومن المتوقع ان تظل إنتفاضة أهل كرو مستمرة حتى تحقيق المطالب تماما كما فعل سكان مقطع لحجار الذين كانوا "قدوة" في حراكهم المميز من أجل الماء وستقتفي مدن كثيرة وقرى تعاني العطش اثر أهالي كرو فالصيف قادم و "الترقيعات" لم تجلب ماء للمنتفضين في أي نقطة من ربوع هذا الوطن !!
انتفاضات العطاش إذا استمرت فإنها قد تطيح بالكثير من "الرؤوس الكبيرة" على شكل "كباش فداء" للنظام وقد تتحول مستقبلا لتهديد جدي للنظام نفسه وهو مايسعى لتلافيه عبر "حلول ترقيعية" و استخدام سياسة "العصا والجزرة" و ايفاد "الوجهاء و النواب و المنتخبين المحليين" كوسطاء من أجل إيقاف حراك "شباب مغرر به و يخدم أجندة سياسية معينة" !! 
يثبت النظام الحالي يوما بعد يوم أنه لايستوعب الدروس ولايستفيد من أخطائه وأن "سياسة الثعلب" هي ديدنه و دينه في قفز على كل المتغيرات ... فإلى متى سيظل مستمرا في هكذا سياسة ؟؟ هل يعي النظام مشروعية مطالب المنتفضين عطشا ؟؟ وهل هو على استعداد لتلبية هذه المطالب أم أنه يفضل مواجهة شعب كامل يعاني "عطشا" شديدا في شتى مجالات الحياة ؟؟ 
الماء هو الحياة وكما قال الشابي في بيته الرائع الذي تحول بعد ذالك لشعار رفعته "ثورة الياسمين" بتونس ورفعه التواقون للحياة والحرية والكرامة في كل مكان : 
إذا الشعب يوما أراد الحياة ** فلا بد أن يستجيب القدر 

والشعب الموريتاني أعلنها بوضوح أنه يريد الماء... يريد الحياة ... يريد الكرامة ... وسيستجيب القدر يوما ما !

الأربعاء، 8 مايو 2013

إيديولوجيا الألوان : أحمر ... أخضر 

لم يتوقف "التعصب" الإيديولوجي عند الأفكار والأشخاص بل تجاوزه إلى الألوان !! فكل أصحاب إيديولوجيا "يقدسون" لونا معينا حد العبادة !! 
قصة الألوان والإيديولوجيا قد لاتكون وليدة اليوم فالإنسان بطبعه يحب التميز ولذا سعت القبائل و الشعوب على مدار التاريخ أن يكون لها علم أو رمز معين يميزها وحتى في عبادة الأصنام والأوثان اتخذت كل قبيلة شكلا معينا لوثنها أو صنمها !
وترسخت عادة التميز هذه أكثر عندما بدأت الحروب والغزوات و أصبح كل جيش يبتكر طريقة ليتميز بها عن الجيش الآخر وحتى داخل الجيش الواحد نجد اختلافا في الأعلام والألوية !!
مع العصر الحديث باتت قضية الألوان والرموز تحمل بعدا عقائديا و فكريا فظهر الهلال كرمز للمسلمين مقابل الصليب كرمز للمسيحيين وظهرت رموز و ألوان لباقي الديانات و المذاهب في العالم ..
إلا أن الألوان ستنضاف لها قوة رمزية أخرى مع ظهور الإتحاد السوفيتي ممثلا للفكر الشيوعي واتخاذه للون الأحمر وأضحى كل شيئ هناك لابد أن تتبعه اللازمة "أحمر" !! .. الجيش الأحمر ، الساحة الحمراء ...
وعلى خطى الإتحاد السوفيتي سار "الرفاق" في كل أنحاء الدنيا حاملين الأحمر لونا لابديل عنه كرمز للنضال و التعلق بالفكر الشيوعي و الإيمان به !
كانت "قبلة" الرفاق هي موسكو قبل أن تتعدد "التفاسير" ويتجه البعض جهة بكين ويتجه آخرون لجهات أخرى ! لكن ظل اللون الأحمر يوحد الجميع حتى الرفيق ماو عندما أصدر "تعاليمه" ضمنها في كتاب سيعرف ب "الكتاب الأحمر" !
والرفيق تيتو الذي عاش متمردا على ستالين و كل الرفاق الذين تولوا الرئاسة بعده لم يتخل عن اللون الأحمر و ظل وفيا للرمز الجامع  !
وجاء كاسترو و جيفارا وأعطيا للأحمر مايليق به من قدسية ورمزية وكان تشافيز على خطاهما بكل حماسة و ثورية يعتمر القبعة الحمراء ويتزيا زيا عسكريا أحمر !! 
هل عشق الأحمر دليل على عشق إراقة الدم أم تضامنا مع المقهورين و الثائرين الذين تسيل دماؤهم في سبيل الحرية والكرامة ؟؟!!
لقد كان ستالين وهو من الرموز المقدسة عند الرفاق دمويا بشكل فظيع فقد قتل ملايين البشر واسألوا الشيشانيين والأنغوش و غيرهم و اسألوا مجاهيل سيبيريا !
وعلى طريقة "العارف بالشيوعية" ستالين سار ماو و كاسترو وغيرهم من الرفاق كانت الدماء "الحمراء" تسيل و الأعلام الحمراء ترفرف !!
لم يكن الرفاق وحدهم هم يتعصبون للونهم فالإسلاميون كذالك تعصبوا للون الأخضر وباتت الأعلام الخضراء في كل مكان تدل عليهم .. أحيانا تتوسط كلمة التوحيد" لا إله إلا الله" العلم الأخضر أو تتوسطه "الله اكبر" أو شعار جماعة الإخوان المسلمين !
وانتشرت القبعات و الأقمصة الخضراء تماما كإنتشار القبعات والأقمصة الحمراء و لم يعد غريبا أن نشاهد الألوف في المهرجانات بفلسطين وهم يلوحون بالأعلام الخضراء التي تدل على انتمائهم لحركة حماس و ظهرت تسميات من قبيل الساحة الخضراء و الكتيبة الخضراء لتدل على فكر معين !
ربما كان بعض مفكري الإسلاميين يفكر هو كذالك في كتابة "رسالة تعاليم" ويطلق عليها "الكتاب الأخضر" إلا أن القذافي سبقه للفكرة فكتب كتابه الأخضر مبشرا فيه "بتعاليم ثورة الفاتح" وصبغ كل شيء في ليبيا "الجماهيرية" بالأخضر بل وصل الإخضرار لإفريقيا وأنحاء مختلفة من العالم !
مع أن العارفين بملك ملوك افريقيا يدركون أن لونه الأخضر ممزوج بحمرة تظهر على وجوه الليبيين الذين اصطلوا بنيران عنجهيته وديكتاتوريته وأفكاره الجنونية !!

إذن لم تعد الألوان "بريئة" فقد باتت تحمل شحنة "ايديولوجية" وبات كل "عاشق" يغني على لونه ويعتمر قبعة ويلبس قمصانا بل وبذلات بلونه الحزبي أو الإيديولوجي بل وصل الأمر لحد كره اللون الذي يرمز "لخصمه" السياسي !!
هل "عبادة" الألوان والتعصب لها تنم عن تفكير سليم ؟؟ لماذا نتجاوز الفكر  إلى القشور ؟؟ هل التعصب لأي شيئ دليل على وعينا ونضجنا أم دليل على العكس ؟؟ هل يحق "لعباد الألوان" أن يصرخوا في وجوه "كهنة المعبد" كفرنا بدينكم ؟؟ !! 






الأحد، 28 أبريل 2013

بلال :  مؤذن أم راقص هيب هوب ؟؟!!


من آدوابه لبراكنه حيث الفقر و التهميش و الحرمان انتقل بلال إلى انواكشوط باحثا عن عمل ليعيل أمه وأخواته اللواتي تركهن في وضع لايحسدن عليه .
لدى وصوله التحق بصديق له يغسل السيارات مقابل أجر زهيد ويتخذ من حائط إحدى الثانويات مكانا للعمل حيث بنى عريشا صغيرا توجد بداخله مجموعة من "جركانات" حجم 20 لترا ذات لون أصفر يملؤها ماء كل صباح من الحنفية المجاورة وعدة العمل وهي عبارة عن قطع قماش صغيرة و مواد تنظيف .
أصبح بلال شريكا لصديقه في عمله الذي يعود عليهم يوميا بدخل زهيد مكنهم من تأجير بيت في أحد أحياء دار النعيم...
بعد استقراره في انواكشوط مدة من الزمن تعرف على "شلة" أصدقاء في نفس عمره و يزاولون أعمالا يدوية !
أعجبته طريقة لبسهم و  مشيهم والأغاني التي يحفظون... بدأ في تقليدهم تخلى عن ثيابه الرثة أبدلها بجينز و مشية خاصة وطريقة خاصة في الكلام تشبه ايقاع موسيقى الراب التي عشقها تقليدا لأصدقائه وباتت هي ترنيمته حتى وهو يغسل السيارات !!
لم يعد يشعر بأي حرج حين يمر في شوارع الحي الذي يسكنه وهو ينزل سرواله عن مؤخرته ! جاعلا على أذنيه سماعات كبيرة هازا رأسه على ايقاع ورقصات ايمينيم و فيفتي سنت !!
مع التغيرات الجديدة التي طرأت عليه نسي الوضع البائس لأمه وأخواته وكره كل مايمت بصلة لحياة "آدوابه" استهوته انواكشوط و الشلة بصخبها و صراخها و حياتها البعيدة عن ماضيه التعيس !!
تحول بلال من شاب وديع كل همه العمل إلى شاب من كبار راقصي الراب و المدخنين واشياء أخرى !!!
 ويسعى للحضور لكل الحفلات الصاخبة مظهرا مهاراته في رقص الهيب هوب !!
ذات مساء وهو يستعد للخروج من بيته متوجها إلى شلته لمح الكيس البلاستيكي"ازازوايه" الذي قدم به من قريته بإعتباره "حقيبة السفر" !!
تذكر والدته واخواته عاد به شريط الذكريات إلى أيام وصوله لأنواكشوط وانبهاره بشوارعها و كثرة سياراتها و ساكنتها ! ...
تذكر سهرات المدح و "لكرز" التي كان يمدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم ... تذكر كم كان معتزا بإسمه بإعتباره سميا لمؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانت والدته تحدثه دوما ... كان يحلم أن يصبح مؤذنا يوما ما ولو في مسجد قريته إذا سمحت لهم ظروفهم المادية ببنائه !!
قصة بلال هي قصة العشرات بل المئات من القادمين إلى انواكشوط والذين لايجدون مؤسسات عامة ولامنظمات مجتمع مدني تؤهلهم و تبعدهم عن طريق الإنحراف و الإنسلاخ من الهوية !! 
قصة تحكي مآسي الآلاف الذين لم يتلقوا تعليما في طفولتهم!! ... قصة تحكي فواجع وآلام الفقراء من سكان "آدوابه" الذين قهروا واضطهدوا واستعبدوا لأسباب واهية ثم تركتهم الدولة والمجتمع يواجهون صعوبات الحياة بمفردهم دون تعليم ولاصحة ولارعاية إجتماعية !!
في الحضارة الإسلامية يرمز بلال للحرية والإنعتاق و التضحية في سبيل العقيدة ... بلال كان رمز الصادح بالحق في كل مكان ولازالت آهاته وترديده "أحد.. أحد" ينصت لها التاريخ بكل خشوع وتتناقلها الأجيال المسلمة عبر الزمان والمكان !
أما راقصي الهيب هوب في الثقافة الأفريقية- الأمريكية فهي نوع من التعبير عن رفض الظلم و الإضطهاد الذي تعرض له السود في أمريكا طيلة قرون من الإستعباد ثم جاء الأحفاد يعلنون ثورتهم عن طريق الأغاني و الرقصات واللبس الغريب !!
فهل نريد لمظلومينا و مضطهدينا أن يسيروا على طريق بلال ويؤذنوا بالحرية في كل مكان أم يرقصوا رقصة الهيب هيب رفضا للظلم مع انسلاخ من الهوية ؟؟!!

الأحد، 21 أبريل 2013

"شمامه" : لحن الزرع و لحن القهر


يتأمل الستيني محمود مزرعته الصغيرة ويسافر عبر الزمن بذاكرته ليتذكر الأعوام الخوالي يوم كان شابا قويا مفتول العضلات يسقي مزرعته من النهر و ينتظر "رحمة السماء" ليزرع "تقليت" و "بشنه" و " آدلكان" و "واشركاش" و عند أوان الحصاد يجتمع هو و أبناء قريته متعاونين على حصاد مزارعهم وما إن ينهوا عملهم حتى يطل عليهم ذالك الشيخ الأسمر البشرة صاحب العمامة الكبيرة و الذي يطلقون عليه أحيانا "الولي" و أحيانا "امرابطنا" ويمكث معهم أياما ويعود قافلا بمختلف أنواع الزرع والفاصوليا والنبق و "تجمخت" !!
لاينسى محمود ابدا ذالك "لمرابط" كما لاينسى لياليهم الجميلة وسمرهم على "المدح" إنه يكاد يسمع صوت مداحهم الشهير "ابريكه" و أصوات الطبل و نغمات "النيفاره" ...
وهو يتأمل مسافرا عبر الزمن هجمت عليه موجة شديدة من السعال أعادته لواقعه البائس .. إنه مريض بأمراض لاحصر لها و انفق جميع مايملك في "لحجاب" عله يشفى لكن دون جدوى !!
لم يعد يزوره زائر ولايذكره ذاكر نسيه "لمرابط" و عائلته وهاهو لايكاد يقوى على الوقوف وينهشه المرض في سهول "شمامه" حتى مزرعته التي كانت كبيرة جدا تناقصت أطرافها و التهمتها مزارع الأرز وباتت اصوات الشاحنات والجرارات و أصوات هدير "الماكنات" التي تسحب الماء من النهر هي "الألحان الجديدة" المسموعة في كل أرجاء القرية الوديعة !!

شمامه ... الأرض والإنسان 

تطلق "شمامه" على السهل الموجود بمحاذاة نهر السنغال ويتميز بأرضه الطينية الخصبة و ظل لقرون عديدة بمثابة "سلة غذاء موريتانيا" حيث تزرع فيه أنواع عديدة من الغلال الزراعية وخاصة في موسم الأمطار .
أغلب ساكنة "شمامه" من لحراطين "المستعبدين" و المضطهدين من قبل القبائل التي تسكن المنطقة و نشاطهم الرئيسي هو الزراعة التي  يذهب حصادهم منها إلى "الأسياد" أو "الإقطاعيين" !!

شمامه ... والدولة الوطنية 

ظل أهل "شمامه" يعانون ومع الدولة الحديثة استمرت معاناتهم و إن تحرروا قليلا من وطأة الإضطهاد والإقطاع إلا أنه مع "الإصلاح الزراعي" عاد الإقطاع بأوجه جديدة و أساليب أحدث !!!
قدم رجال أعمال ولد الطايع من كل حدب وصوب يلتهمون الأراضي و ينهبون بنوك "القرض الزراعي" !!

شمامه ... و "عنصرية الكلمات" 

يقول أحد ظرفاء الفلان أن عنصرية المجتمع تتجاوز الأفراد إلى الكلمات فقبل سنوات عندما كان الوحيد الذي يبيع اللبن هو نساء الفلان أو "بله" كانوا يطلقون على المهنة "بياع اللبن" وعندما امتهن "البيظان" هذه المهنة بعد عمليات التسفير من السنغال أصبح يطلق على ممتهنها "صاحب مشروع اللبن" وأن نفس الشيء وقع مع الزراعة فعندما كان لحراطين هم من يزرعون أطلقوا عليهم "لحراثه" وعندما التحق "البيظان" بالزراعة اصبح يطلق عليهم "مزارعون" !!

شمامه ... والمستقبل

هل سيستعيد اهل "شمامه" حريتهم في التصرف في أرضهم ؟؟ هل سيكون هناك "إصلاح زراعي" حقيقي يعيد الحق لأهله ويعيد "شمامه" لريادتها الزراعية ؟؟ 
تلك أمنية لايبدو أن في الأفق القريب مايبشر بتحقيقها !!



الثلاثاء، 16 أبريل 2013

دموع هيداله : هل نصدق بكاء الطغاة ؟؟ !!


يذكر النقيب المتقاعد  ابريكه ولد امبارك أن هيداله انزل "دمعة" وهو يوقع على حكم الإعدام بحق "كادير " ورفاقه و أن هذه الدمعة كانت كفيلة بوقف هذا الحكم لولا ضغوط قوية مورست على الرجل !!!
لاتغرني دموع الطغاة ولاعبادتهم !! لأنهم لو كانوا يملكون قلوبا لما فعلوا بشعوبهم مافعلوا ولو كانوا يعرفون الله لما اصروا على إهانة وتعذيب عباده !!
"دمعة" هيداله تذكرني ب"سبحة" صدام حسين - رحمه الله- التي ظهر بها أثناء الغزو الأمريكي للعراق وهو يعلقها في رقبته و "يبتسم" للجموع التي طالما قهرها هو وابناؤه كانت ابتسامة و "سبحة" أقرب لإيمان فرعون حين أدركه الغرق !!
سبق لصدام أن "ذرف" دموعا على أصدقائه الذين أصدر "أحكاما بإعدامهم !! .

عشرون عاما من القسوة !!

في برنامج "البيان رقم 1" الذي بثته قناة الجزيرة وأعده الصحفي الموريتاني اللامع بيبه ولد امهادي طرح سؤالا على هيداله بخصوص إعدام كوماندوز 16 مارس لم يبد الرجل اي أسف أو حزن على إعدام خيرة ضباط موريتانيا و رفاقه في السلاح بل دافع دفاعا مستميتا  عن قراره و ذكر كلاما كثيرا من ضمنه أن الشريعة هي التي أعدمتهم !! ... عن أي شريعة يتحدث الرجل ؟؟!!

القصر و الأسر والتبرير !!

في "شبه المذكرات" التي نشرها موقع الأخبار تحت عنوان "من القصر إلى الأسر" يتحدث هيداله في أكثر من صفحة عن مواقف وأحداث جمعته ببعض الضباط الذين سيعدمهم لاحقا ك "كادير" محاولا  بعث رسالة للقارئ مفادها أن الذين سيحاولون الإنقلاب عليه لاحقا قد أنقذهم من الموت أكثر من مرة !! فكان جزاؤه كوماندوزا و رصاصا و إنقلابا !!
يسعى لأن يوهمنا في "مذكراته" أنه كان رجلا محبا لوطنه و بعيدا عن مؤامرات العسكر و فسادهم وحبهم للسلطة فهو وصلها رغما عنه !!

نظام السجون والتعذيب !!

كيف يمكن لنظام اشتهر بسجن النشطاء السياسيين و تعذيبهم أن يقنعنا رأسه أنه كان رحيما بشعبه ؟؟ هل يظن أننا بهذه الدرجة من السذاجة وضعف الذاكرة ؟؟
ففي مثل هذه الأيام تمر ذكرى استشهاد المناضلين الناصريين سيدي محمد ولد لبات و أحمد بن أحمد محمود -رحمهما الله - وقبل فترة مرت ذكرى إعدام ازيد من 12 ضابطا من خيرة ضباط جيشنا الوطني ومنهم من تم أخذه من سرير المستشفى إلى ساحة الإعدام في تحد سافر لكل الشرائع السماوية و القوانين الأرضية !! ... ثم يحدثك عن تطبيق الشريعة !!

تدين الأعراب !!

دائما يسعى البعض لتصوير فترة حكم هيداله أنها من "الزمن الراشدي" و ان الرجل ارتقى لمرتبة "الخليفة الراشدي السادس " !! .. ودليل هذا "البعض" هو رفعه لشعار "تطبيق الشريعة" التي لم يطبق منها إلا الحدود وتم تطبيقها على الضعفاء فقط !! وكذالك "تدين هيداله" .
إن إيمان الأعراب الذي لايتجاوز ذواتهم الضيقة ولاينعكس على الحياة العامة ليس مهما و لاينبغي تسويقه ... الإسلام والحكم الراشدي أكبر من أن يتم اختزالهما في شعارات أو زيارات مفاجئة وقصص بسيطة عن حلب هيداله لشاة فلانة وشرائه الخبز من "البوتيك" العلاني .
لنسجل التاريخ بأمانة و نلعن الطغاة في كل زمان و مكان و نكفر ب "عبادتهم" و "دموع التماسيح" التي يذرفون !! .
المرحومان كادير وأحمد سالم 
متى تكتمل لوحة الأحزان ؟؟؟!!!


الملامح الحزينة لوالدة ولد المشظوفي وهي تجلس تحت عريش بسيط في مدينة أطار ويمر من أمامها “شريط الزمن” بكل أفراحه وأحزانه بكل آلامه وأماله ..
ترى وجه”فلذة كبدها” بل تسمع كلامه تتحسس طموحاته .. تتذكر ايام كان طفلا ثم صار رجلا تتباهى به في الحي ثم في “خلسة من الزمن” تتسلل إليه “يد الغدر الآثمة لتقتله “ضربا على الرأس” متناسية كل التكريم الآدمي من أجل سواد عيون “ناهبي نحاسنا” من أجانب و “قابضي العمولات” من من يتسمون زورا “بقادة الوطن” …
أحزان والدة المشظوفي تذكر بأحزان والد لمين مانغان الذي طالب بحقه فعاجلته “رصاصة غادرة” كادت أن تكون “القشة التي قصمت ظهر الوحدة الوطنية” … وحدة تعرضت لنكسات عديدة فرقت بين أبناء الوطن الواحد بل جعلت بعضهم “يعدم” بكل برودة أعصاب من عايشهم زمنا طويلا وتقاسم معهم حلاوة الحياة ومرارتها في “ساحات الشرف” التي حولها “المجرمون” إلى ساحات “أحقاد وكراهية” …
لايمكنك أن تتذكر وجه والدة المشظوفي ووالد مانغان دون أن “تهيج ذاكرتك” بتأوهات بل بدموع أخت الشيخاني قائد الطائرة العسكرية بل ربما تسمع “أنين” والدة ولد اياهي بل سيكون “بكاء” أهالي “شهداء المطار” يلازم أذنيك في كل لحظة وأنت تنظر إلى وطن ينهب “ويحترق” أبناؤه فداء “لسمسار همه جيبه” أو مستثمر أجنبي “همه رصيده وحسابه” ….
هذه الدماء النازفة أو المحترقة ستظن لحظة ما أنها تكفي لتشكيل “لوحة الحزن” التي “يزداد طولها كل يوم” وكأنها لاتريد أن تترك شبرا من الوطن إلا وأخذت منه ” أحد الغوالي ” … لوحة تزداد سوادا كل يوم بل تكاد “تجعل منا وطن الحداد الدائم” … عندما تعتقد أن اللوحة اكتملت سيكون “بكاء” بل و “عويل” أهالي “شهداء التبليغيين” قد وصلك ….ستسمع قريبة جبريل ولد انل وهي تقول بعبارات تخنقها العبرات “كان هناك في مالي للجهاد في سبيل الله، وقد بدأ رحلته الدعوية منذ العام 1982، ومن يزر قرية وابندي قرب مدينة بوكي يدرك حجم الجهود التي بذلها جبريل، فقد علم من لم يكن متعلما، وهدى الله على يده كثيرين…”.
لقد يتموا كثيرين وأيموا أكثر، فقد كان معيلا للعشرات، وقد عرف الخير منذ كان شابا يافعا، وداوم على الخروج أثناء العطلة الدراسية منذ عدة عقود من الزمن، وكان برا بوالدته وبأهله وجيرانه بل بكل من عرف”…
ستسمع عن “النهاية التراجيدية ” للجماعة التي خرجت لاتريد علوا في الأرض ولا فسادا … جماعة أرادت أن “تدعو المسلمين للعودة إلى الإسلام السمح إسلام الأخوة والكلمة الطيبة” وفجأة يكون جزاؤهم “رصاصا غادرا ” ينقلهم من “دنيا الظلم ” إلى جوار رب “لايظلم عنده أحد”…
كتيبة عسكرية مالية تنهي حياة مجموعة من أبناء وطننا ضمن حسابات تتعلق بالوضع الداخلي لمالي وقد تكون هناك حسابات خارجية و رسائل للإنقلابي عزيز الذي انهالت “حجارة المطار” على رأسه كأحسن تعبير من أهالي الشهدا عن غضبهم من تجاهله لمأساتهم …
أهالي الشهداء الذين وقفوا لساعات طويلة ولمدة ثلاثة أيام أمام “القصر الرمادي” وبكوا أبناءهم وآباءهم و أقرباءهم بدموع حارة ربما يكون “نشيجهم” وصل لآذان ساكنة القصر أو “مغتصبيه” لكن مادام “استشهاد التبليغيين” لايحقق غرضا سياسيا للإنقلابي و زمرته ومادامت المنسقية في “عطلة ” عن هموم الوطن والمواطنين … هذه العوامل مجتمعة جعلت الإنقلابي عزيز يتجاهل المعتصمين أمام “القصر” وكأن “أرواح الشهداء” ليست “أعظم حرمة عند الله” من “حرمة حرق الكتب ” …
يوم أحرق بيرام أمهات كتب المذهب المالكي وفي توقيت “ليس بريئا” يومها خرج “حامي الشريعة” عزيز على الجموع المفجوعة وقام فيهم خطيبا ” سنطبق الشريعة في بيرام ونحن دولة إسلامية و لامجال للعلمانية فينا ” وبكت إذاعة موريتانيا و تلفزتها كثيرا على “حرق أمهات كتب المذهب المالكي” طبعا كانت الدموع “دموع تماسيح” …
ألا يستحق هؤلاء المفجوعون ولو كلمة مواساة بسيطة تخفف عنهم مصابهم ؟ كيف تم تجاهلهم كل هذا الوقت ثم يراد منهم أن يستقبلوا الإنقلابي ب “الورود”؟
إن “حجارة المطار” هي درس عظيم لكل الذين “يستغلون” مصابنا ليبنوا لهم “مجدا سياسيا” لو تحولنا إلى “شعب الحجارة” ضد كل “الجشعين” سواء كانوا سياسيين أو رجال أعمال أو “فقهاء مزورين” أو “مدعي صلاح” حينها فقط سيفهم هؤلاء أن للضعفاء “سلاحهم ” …
نحن لانملك “سلاحا” ولا “حرسا رئاسيا” … لانملك أموالا طائلة وليست لنا حسابات بنكية ولا شركات حتى ولو كانت وهمية … لسنا من اولئك الذين يولد أبناؤهم “فقهاء وعارفين بالله” … لسنا أصحاب “كرامات و سر حرف “… لكننا نملك “حجارة ” .. ونحن “شعب الحجارة”…

الأحد، 14 أبريل 2013

" لمهودات " :  القطار الأطول و الثروة الضائعة !!

هل كان شاعر تيرس العظيم محمد ولد الطلبة اليعقوبي و هو يكتب قصائده الرصينة ومعارضاته مع الشماخ ابن ضرار وحميد ابن ثور يدرك أنه يسير على  كنز من اعظم الكنوز في العالم ؟؟ هل لو علم به كان سيهديه للربع الذي طالما ذكره في قصائده ويهديهه لساكنة الربع ومن ألهمه أروع شعره ؟؟ هل كان "الحديد" سيدخل قاموسه الشعري كتعبير عن القوة والصمود ؟؟ 
من شبه المؤكد أن منطقة "لمهودات" كانت من الأرض التي وطئها الشاعر الكبير وجالت في جوانبها "ركائبه " ...
"لمهودات" التي ستكون لها قصة أخرى غير الأطلال و الدموع والأشواق والحنين ... "لمهودات" ستتحول إلى كنز يسيل لعاب الشركات الأوروبية بل يسيل لعاب كل شركات العالم العاملة في مجال الحديد و الصلب .

واكتشفوا "الكنز" !!

احتل الفرنسي هذه الأرض وهو يفكر في ربط مستعمراته بعضها ببعض ثم راق له أن يبحث عن ثروات تستبطنها هذه الصحاري والوهاد والهضاب فبحث ونقب و اخيرا عثر على الكنز ... عثر على كنز "لمهودات" الذي تم استغلاله بأبشع طريقة دون أن يستفيد منه الشعب الموريتاني إلا النزر اليسير تماما كما يحدث الآن مع كنز "تازيازت" !!!

ميفرما : الشركة الفرنسية "للنهب"

تولت ماسمي حينها بشركة معادن موريتانيا المعروفة اختصارا ب "ميفرما" استغلال منجم "لمهودات" ويذكر الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله في مذكراته أنه هو من سعى من خلال علاقاته الدبلوماسية ومن خلال علاقاته القوية بالفرنسيين للحصول على قرض من البنك الدولي لتمويل مشروع استغلال المعادن لكن الإستفادة في النهاية رجعت للشركات الأوروبية و الفرنسية التي ساهمت في تمويل المشروع وباتت شركة "ميفرما" عنوانا لنهب الثروة المعدنية المستغلة حديثا وعنوانا كذالك "لإضطهاد" الموريتانيين العاملين فيها ومعاملتهم بطريقة لا إنسانية تماما كما تفعل شركتي تازيازت و ام سي ام هذه الأيام !!!

الشباب يثور 

لم يرض الشباب الموريتاني "الكادح" على نهب ثرواته من قبل المحتل الفرنسي وثار من أجل وضع حد لهذا الإستغلال البشع و النهب المنظم لثرواتنا وهو ما أدى في النهاية لتأميم "ميفرما" وعودة معادننا إلى "حضن" الوطن 
كان قرار التأميم قرارا شجاعا من المختار و تحقيقا لمطلب مهم رفعته جماهير الشعب الغاضبة من المحتل الفرنسي والتي قادها "الكادحون" لتحقيق هذا النصر الكبير والذي اعتبر بمثابة تحقيق الإستقلال الحقيقي لبلادنا .

"اسنيم" ... فرحة لم تكتمل !!

تولت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" استغلال معادن الحديد من منجم "لمهودات" بعد تأميم "ميفرما" و استطاعت الشركة في ظرف وجير أن تكون رافدا إقتصاديا مهما لبلادنا وأن تكون أكبر مشغل لليد العاملة الوطنية واكبر مساهم في الميزانية لكن الفساد الذي استشرى كثيرا مع بداية حكم العسكر لم تسلم منه الشركة و باتت المحسوبية والزبونية سمة غالبة ولو بإستحياء في بعض القطاعات الحساسة من الشركة !!

قطار تنمية أم قطار نهب ؟؟!!

قبل أيام احتفلت اسنيم بمرور 50 عاما على انطلاق أول قطار منجمي من منجم "لمهودات بإتجاه" انواذيبو و هو إنجاز مهم لكن بعد نصف قرن يحق لنا ان نتساءل : لماذا اقتصر دور الشركة  على نقل خامات الحديد وتصديرها إلى أوروبا؟؟  لماذا لايكون هناك مشروع لإعادة صهر الحديد الخام للإستفادة منه محليا وتصديره ؟؟  لماذا لا يتم تكوين خبراء وطنيين لإستغلال مناجمنا بشكل أفضل ؟؟ 

أمموا "اسنيم !!

إذا كان تأميم ميفرما جعلنا نستفيد من ثرواتنا المعدنية فإن تأميم "اسنيم" من المفسدين بات ملحا من أجل الإستفادة الحقيقية من هذه الثروة و تحويلها إلى شركة لإنتاج ماتحتاجه السوق المحلية من ادوات وقطع غيار وزيادة مساهمتها في الميزانية و امتصاصها للبطالة    المنتشرة في صفوف الشباب .
أمموا "اسنيم" لتستفيدوا من ثروتكم ثم أمموا تازيازت و ام سي ام
 ... أمموا موريتانيا من حكم المفسدين و تسقط تسقط دولة المافيا .

السبت، 13 أبريل 2013


لتحترق لندن ويبقى القانون 

أثناء الحرب العالمية الثانية وبينما كان هتلر يسعى لتدمير لندن ومحوها من الخريطة بعد أن غزا معظم دول أوروبا  كان أحد سائقي التاكسي في مدينة الضباب يعلم وزير الدفاع البريطاني أهم درس تلقاه في حياته في احترام القانون والإلتزام حتى لو احترقت لندن !!

السرعة القانونية 

في إحدى ليالي الحرب العالمية الثانية كان وزير الدفاع البريطاني ينام في منزله بضاحية لندن وفجأة جاءه اتصال مفاجئ من وزارة الدفاع يطلب منه الحضور فورا خرج مسرعا من بيته و دلف في سيارته و أدار المفتاح لكن السيارة لم تتحرك حاول مرارا لاجدوى .
وقف على الطريق  العام وأوقف أول سيارة تاكسي تمر أمامه جلس في المقاعد الخلفية وخاطب السائق : لو سمحت زد من سرعتك قليلا فأنا مستعجل ولدي حالة طارئة !! 
لم يكترث السائق بالكلام استشاط الوزير غضبا قلت لك أن تزيد من سرعة السيارة لأنني لو تأخرت عدة دقائق فسيتم تدمير لندن ! ألا تعرفني أنا وزير الدفاع و آمرك ان تزيد سرعتك !!
رد عليه السائق بكل برودة أعصاب : لايهمني من تكون القانون فوق الجميع وقد حدد السرعة ب 60 ميلا ... تحترق لندن أو لاتحترق لايهم المهم هو القانون !!
لم ينبس الوزير ببنت شفة وظل "متكوما" في المقاعد الخلفية إلى أن وصل لمباني وزارة الدفاع نزل من التاكسي وصعد السلالم بسرعة إلى مكتبه.

أمة تستحق !

بعد هذه الحادثة بسنين سيصبح وزير الدفاع البريطاني رئيسا للوزراء وسيحكي قصته مع سائق التاكسي في خطاب عام موجه للبريطانيين ثم يختم خطابه بقوله : إن أمة فيها مثل هذا السائق الذي يحترم القانون و يلتزم به هي أمة تستحق أن تسود العالم !

القانون المنتهك !!

أتذكر هذه القصة دوما كلما سمعت حديثا عن احترام القانون في بلادنا فالقانون في هذه الأرض يبدو أنه كتب لا ليطبق وإنما لينتهك نحن نطبق "قوانين الفوضى" و "قوانين القوة" من أعلى هرم في السلطة وحتى أضعف مواطن !!
كل من وجد فرصة لإنتهاك القانون لن يضيعها إلا القلة القليلة التي تحاول جاهدة أن تقنع نفسها أنها في دولة لها قوانين يجب ان تحترم ويلتزم بها  وليست في "ارض السيبة" التي لايسري فيها إلا قانون الغاب !!

القانون أو "السيبة" !!

هل يوجد منا من هو مستعد للعب دور "سائق التاكسي" الملتزم بالقانون رغم الضغوطات؟؟ هل نلتزم بالقانون حتى ولو لم يلتزم به من هو مكلف بتطبيقه؟؟ هل هناك أمل في المستقبل المنظور أن تتحول بلادنا إلى دولة القانون بدل "دولة الغاب" ؟؟ هل تطبيق القوانين مسؤولية السلطة أم مسؤولية الجميع ؟؟

القانون أو الخراب !!

إننا إذا لم نلتزم بالقوانين التي نسنها فإننا مهددون بالزوال و الخراب والتناحر... مهددون بالعودة إلى عهود "السيبة" التي على مايبدو نعيش الآن في حلقة من حلقاتها !!
فهل نعي أن الإلتزام بالقانون  هو لمصلحتنا جميعا حتى لاتغرق السفينة .


الخميس، 11 أبريل 2013

الصنم و الصنمين و الأصنام

1- الصنم 

طالب موريتاني يدرس بإحدى كليات جامعة دمشق و يسكن في المدينة الجامعية  غادرها لشراء بعض الحاجيات من السوق وعند العودة أخذ تاكسي 
سائق التاكسي :  إلى أين ؟
الطالب : المدينة الجامعية !
سائق التاكسي: أي مدينة جامعية ؟؟!!!
الطالب : تلك المدينة الجامعية التي يوجد بها "صنم" ضخم !!
سائق التاكسي فغر فاه متعجبا وازدادت نبضات قلبه : صنم ! صنم !  آه تذكرت !

زاد السائق سرعة سيارته و توقف أمام المدينة الجامعية ونزل الطالب الموريتاني 
سائق التاكسي  ينادي على الطالب : اسمع يا ابني هذا ليس صنما ! هذا تمثال القائد حافظ الأسد ! 
الطالب الموريتاني : آه ... فهمتك 

2- الصنمين 

عندما كنت أمر على الطريق الدولي الرابط بين عمان ودمشق كان يلفت انتباهي لوحة تشير إلى مدينة سورية لاتبعد كثيرا عن الطريق تسمى "الصنمين" !
كنت افكر كثيرا في هذا الإسم ... لماذا سموا مدينتهم بالصنمين ؟؟ هل في هذا إشارة خفية للطاغيتين الصنمين حافظ وبشار ؟؟ 
أدركت سر التسمية حين أقدمت "شبيحة " المجرم بشار على "ذبح" العشرات من سكان الصنمين في ثاني مجزرة تحدث بالمدينة منذ قيام الثورة السورية !
السوريون إذن قرروا القضاء على عهد الصنمين و ستظل مدينة "الصنمين" صامدة حتى تتحرر من طغيانهما و حينها يمكن تغيير اسم مدينتهم إلى اسم يتناسب مع عودة الحرية والكرامة للشعب السوري العظيم !

3- الأصنام

- ولاية الشلف بالجزائر كان يطلق عليها مدينة "الأصنام" وفي عام 1980 وقع فيها زلزال قوي أدى لمقتل أكثر من 3000 شخص ودمر أجزاء كبيرة من المدينة 
- الأصنام كان يعبدها كفار العرب في جاهليتهم و في العصر الحديث عبد بعض العرب "الطغاة الأصنام" !
- اشتهر صدام وحافظ بكثرة تماثيلهم التي هي نوع من الأصنام على رأي الطالب الموريتاني الدمشقي !!

السبت، 5 يناير 2013

من قراءاتي : قل من أنا ... أقل لك من أنت




قل لي من أنا ... أقل لك من أنت
      كلام في سوسيولوجيا الثقافة

زياد الدريس







الدين ... عود ثقاب العالم
لست أفلاطونيا حتى أحلم بعالم دون دماء..لكني غنسان أحلم بعالم غير دموي
هل الدين حقا عود ثقاب العالم أم أننا نحن الذين اشعلناه ثم قذفناه في كومة قش العقول البشرية .. بدلا من أن نشعله ونستضيء به في ظلمات الحياة ودهاليزها ..
التكفير له لذة ومتعة لايتخيلها إلا الذين ذاقوها .. لذة الإستعلاء والبراءة والطهورية .. فالتكفيري كلما كفر إنسانا ازدادت قناعته بإيمانه وعلوه وطمأنينته بالخلاص والإخلاص !!!!!!!
مصدر أساسي من مصادر التكفير هي الفتاوى المعدة مسبقا أو الجاهزة للتحضير وهي التي تضع بين يدي الشيخ سؤالا مفخخا بمفردات التهييج والتجريم والتهليك ..
الخطا في سفك دم إنسان بريئ

ثنائية المسيح/الحسين
تناول الحكايتين من منظور سوسيولوجي عن كيفية اقتحام حكاية الصلب والفداء المسيحي مع بعض التعديل في عقيدة طائفة مسلمة فالثالوث المسيحي : الرب-مريم العذراء-المسيح .. يقابله ثالوث شيعي مماثل له في التمحور والتعظيم والقداسة المطلقة : علي –فاطمة-الحسين
التثاقف الذي يتسلل أحيانا إلى الذهنية الإجتماعية من دون وعي بالتناقضات المختبئة فيه!!

الفهم المغلوط
الشيعة يلطمون على صدورهم وليس على صدوركم فلماذا الإنزعاج ؟! .. أجاب الكاتب : أنا أيضا "ألطم" على ورقتي وليس على ورقتك فلماذا الإنزعاج ؟!!

 إيران .. حين تلطم فرحا
هل إيران دولة فارسية أم دولة إسلامية بالدرجة الأولى ؟
هل يمكن الجمع بينهما دون تناقض؟
أكبر طقسين إيرانيين هما عيد النيروز الفارسي ويوم عاشوراء الإسلامي إنها ثنائية الفارسية/الإسلامية في أجلى صورها ...

 حزبنا الله ونعم الوكيل

كيف ترتب حملة انتخابية ... للتنحي عن المنصب ؟
التنحي في العالم العربي يعني طلب المزيد من الوقت للبقاء في المنصب ..استجابة لضغوط شعبية تظهر بعد إعلان القرار !!!
-          التنحي عن الكتابة !!!
كفاية ... مش كفاية
أحيانا بعض الإجابات بخصوص البديل عن الرؤساء لو تم نقاشها فإن العاطفيين سيخسرون لأننا حينها "نحول عملية التفكير تلك من غرفة الوجدان إلى غرفة العقل "
-          المأساة قد لاتكون في تمثيلية التنحي بل إن الرغبة الجماهيرية في عدم التنحي قد تكون فعلا رغبة صادقة !!!

-          المشكلة ليست دوما في حربائية الزعيم بل في أرنبية الشعب
قيمة المسؤول ليست بالتقادم إلا في "جمهوريات الفوز" العربية !!!

ثقافة البيان رقم 1
-          الكل يريد أن يغير الآخر وكل عربي يأمل أن يغير كل العرب ليصبحوا مثله حتى تتحقق النهضة العربية المعلقة بأهداب المصلح الوحيد !!!

الخطاب الثوري والخطاب البقري
الخطاب الثوري لايجيد التعامل مع الأعداء
الخطاب البقري لايجيد التعامل مع الأهل والأصدقاء
الخطاب الثوري يستعجل النتائج حتى يفسدها أحيانا
الخطاب البقري لاينتظر نتائج أصلا
الخطاب الثوري ينطح بقرنيه كل من اختلف معه
الخطاب البقري ينطح كل من يختلف معه بقرني ثور الأعداء!

النكثة
بعد النكبة والنكسة والنكثة ..بدأت تظهر الآن في العلن مظاهر المرحلة الرابعة واسمها النكتة

الأرقام .. الحروف الأبجدية للعصر الرأسمالي
الحياة : حروف وأرقام
الحروف هي قاموس العاطفة و الروح والفكر ..الأرقام هي قاموس الإحتياج والإستهلاك
-          الإستزراع دون محصول
فيما قبل طغيان الرأسمالية كان كل شي له "قيمة" أصبح فيما بعد كل شيء له "ثمن"!!
-          نبوءات الغربيين : من المهم الإطلاع عليها من خلال ثلاث كتب "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية " لفيبر و "رأس المال" لماركس. و "أفول الغرب" لشنبغلر
-          لانريد لمؤسسات المجتمع أن تصبح خيرية أو تطوعية لكننا لانريدها أن تكون رأسمالية .. بلاحدود
الفرنساركوزية
فرنسا البلد الوحيد الذي استطاع أن يحظى بإمتيازات الإشتراكية والرأسمالية في آن  فهو "يعمل" وفق النظام الإشتراكي و "يلهو" وفق النظام الرأسمالي

بركة رمضان
عودة ماركس
-          الطوفان لم يأت
-          انجلز عميل ماركس في القلعة الرأسمالية
-          تروتسكي " الرأسمالية تعتاش على الأزمة والإزدهار في آن معا ..كما يعتاش الكائن البشري على الشهيق والزفير"

دولة مفروشة للبيع
احد الفقراء " هناك من لديهم "أزمة " وهناك من لديهم "مالية" .. أنا لحسن الحظ ليست لدي لا أزمة و لا مالية "

اشتر قبرين واحصل على الثالث مجانا
عالم صنع في الصين .. إنهم يعبثون بالأرقام
-          لايحتاج الصينيون إلى استخدام المثل البراغماتي الشهير (أنا وأخي على ابن عمي ..وأنا وابن عمي على الغريب ) الصيني ليس أمامه سوى مواجهة الغريب فورا !!

بربسة باريس
عندما يتعذر على العاشق آنذاك السكنى في القمر فإنه يخفف من طموحه شيئا قليلا ويبدأ بحلم السكنى بباريس
 كلود ليفي شتراوس وغزو العالم الجديد
اللغة حين تنقرض
محميات للغات

حفل "عزاء" فاخر
قرية كونية أو كائن قروي
من حديقة الحيوان إلى حديقة الإنسان
اتصل .. تنفصل .. شبكة الإنفصالات
جمهورية القرار
يقولونات
إعلان "سري"
نون النشوة
شيخوخة الشباب
كل عام وانتم بغير
انفلونزا المشاهير
-          أي هفوة يتم تناقلها بالألسن سابقا أو باليوتيوب حاليا.
الحق في أن تكون "جاهلا"
الحق في أن تبقى كسولا
الإنسان البرمائي
الكرائسيون
الإنسان الورقي
قل لي من أنا أقل لك من أنت