لتحترق لندن ويبقى القانون
أثناء الحرب العالمية الثانية وبينما كان هتلر يسعى لتدمير لندن ومحوها من الخريطة بعد أن غزا معظم دول أوروبا كان أحد سائقي التاكسي في مدينة الضباب يعلم وزير الدفاع البريطاني أهم درس تلقاه في حياته في احترام القانون والإلتزام حتى لو احترقت لندن !!
السرعة القانونية
في إحدى ليالي الحرب العالمية الثانية كان وزير الدفاع البريطاني ينام في منزله بضاحية لندن وفجأة جاءه اتصال مفاجئ من وزارة الدفاع يطلب منه الحضور فورا خرج مسرعا من بيته و دلف في سيارته و أدار المفتاح لكن السيارة لم تتحرك حاول مرارا لاجدوى .
وقف على الطريق العام وأوقف أول سيارة تاكسي تمر أمامه جلس في المقاعد الخلفية وخاطب السائق : لو سمحت زد من سرعتك قليلا فأنا مستعجل ولدي حالة طارئة !!
لم يكترث السائق بالكلام استشاط الوزير غضبا قلت لك أن تزيد من سرعة السيارة لأنني لو تأخرت عدة دقائق فسيتم تدمير لندن ! ألا تعرفني أنا وزير الدفاع و آمرك ان تزيد سرعتك !!
رد عليه السائق بكل برودة أعصاب : لايهمني من تكون القانون فوق الجميع وقد حدد السرعة ب 60 ميلا ... تحترق لندن أو لاتحترق لايهم المهم هو القانون !!
لم ينبس الوزير ببنت شفة وظل "متكوما" في المقاعد الخلفية إلى أن وصل لمباني وزارة الدفاع نزل من التاكسي وصعد السلالم بسرعة إلى مكتبه.
أمة تستحق !
بعد هذه الحادثة بسنين سيصبح وزير الدفاع البريطاني رئيسا للوزراء وسيحكي قصته مع سائق التاكسي في خطاب عام موجه للبريطانيين ثم يختم خطابه بقوله : إن أمة فيها مثل هذا السائق الذي يحترم القانون و يلتزم به هي أمة تستحق أن تسود العالم !
القانون المنتهك !!
أتذكر هذه القصة دوما كلما سمعت حديثا عن احترام القانون في بلادنا فالقانون في هذه الأرض يبدو أنه كتب لا ليطبق وإنما لينتهك نحن نطبق "قوانين الفوضى" و "قوانين القوة" من أعلى هرم في السلطة وحتى أضعف مواطن !!
كل من وجد فرصة لإنتهاك القانون لن يضيعها إلا القلة القليلة التي تحاول جاهدة أن تقنع نفسها أنها في دولة لها قوانين يجب ان تحترم ويلتزم بها وليست في "ارض السيبة" التي لايسري فيها إلا قانون الغاب !!
القانون أو "السيبة" !!
هل يوجد منا من هو مستعد للعب دور "سائق التاكسي" الملتزم بالقانون رغم الضغوطات؟؟ هل نلتزم بالقانون حتى ولو لم يلتزم به من هو مكلف بتطبيقه؟؟ هل هناك أمل في المستقبل المنظور أن تتحول بلادنا إلى دولة القانون بدل "دولة الغاب" ؟؟ هل تطبيق القوانين مسؤولية السلطة أم مسؤولية الجميع ؟؟
القانون أو الخراب !!
إننا إذا لم نلتزم بالقوانين التي نسنها فإننا مهددون بالزوال و الخراب والتناحر... مهددون بالعودة إلى عهود "السيبة" التي على مايبدو نعيش الآن في حلقة من حلقاتها !!
فهل نعي أن الإلتزام بالقانون هو لمصلحتنا جميعا حتى لاتغرق السفينة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق