الأحد، 14 أبريل 2013

" لمهودات " :  القطار الأطول و الثروة الضائعة !!

هل كان شاعر تيرس العظيم محمد ولد الطلبة اليعقوبي و هو يكتب قصائده الرصينة ومعارضاته مع الشماخ ابن ضرار وحميد ابن ثور يدرك أنه يسير على  كنز من اعظم الكنوز في العالم ؟؟ هل لو علم به كان سيهديه للربع الذي طالما ذكره في قصائده ويهديهه لساكنة الربع ومن ألهمه أروع شعره ؟؟ هل كان "الحديد" سيدخل قاموسه الشعري كتعبير عن القوة والصمود ؟؟ 
من شبه المؤكد أن منطقة "لمهودات" كانت من الأرض التي وطئها الشاعر الكبير وجالت في جوانبها "ركائبه " ...
"لمهودات" التي ستكون لها قصة أخرى غير الأطلال و الدموع والأشواق والحنين ... "لمهودات" ستتحول إلى كنز يسيل لعاب الشركات الأوروبية بل يسيل لعاب كل شركات العالم العاملة في مجال الحديد و الصلب .

واكتشفوا "الكنز" !!

احتل الفرنسي هذه الأرض وهو يفكر في ربط مستعمراته بعضها ببعض ثم راق له أن يبحث عن ثروات تستبطنها هذه الصحاري والوهاد والهضاب فبحث ونقب و اخيرا عثر على الكنز ... عثر على كنز "لمهودات" الذي تم استغلاله بأبشع طريقة دون أن يستفيد منه الشعب الموريتاني إلا النزر اليسير تماما كما يحدث الآن مع كنز "تازيازت" !!!

ميفرما : الشركة الفرنسية "للنهب"

تولت ماسمي حينها بشركة معادن موريتانيا المعروفة اختصارا ب "ميفرما" استغلال منجم "لمهودات" ويذكر الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله في مذكراته أنه هو من سعى من خلال علاقاته الدبلوماسية ومن خلال علاقاته القوية بالفرنسيين للحصول على قرض من البنك الدولي لتمويل مشروع استغلال المعادن لكن الإستفادة في النهاية رجعت للشركات الأوروبية و الفرنسية التي ساهمت في تمويل المشروع وباتت شركة "ميفرما" عنوانا لنهب الثروة المعدنية المستغلة حديثا وعنوانا كذالك "لإضطهاد" الموريتانيين العاملين فيها ومعاملتهم بطريقة لا إنسانية تماما كما تفعل شركتي تازيازت و ام سي ام هذه الأيام !!!

الشباب يثور 

لم يرض الشباب الموريتاني "الكادح" على نهب ثرواته من قبل المحتل الفرنسي وثار من أجل وضع حد لهذا الإستغلال البشع و النهب المنظم لثرواتنا وهو ما أدى في النهاية لتأميم "ميفرما" وعودة معادننا إلى "حضن" الوطن 
كان قرار التأميم قرارا شجاعا من المختار و تحقيقا لمطلب مهم رفعته جماهير الشعب الغاضبة من المحتل الفرنسي والتي قادها "الكادحون" لتحقيق هذا النصر الكبير والذي اعتبر بمثابة تحقيق الإستقلال الحقيقي لبلادنا .

"اسنيم" ... فرحة لم تكتمل !!

تولت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" استغلال معادن الحديد من منجم "لمهودات" بعد تأميم "ميفرما" و استطاعت الشركة في ظرف وجير أن تكون رافدا إقتصاديا مهما لبلادنا وأن تكون أكبر مشغل لليد العاملة الوطنية واكبر مساهم في الميزانية لكن الفساد الذي استشرى كثيرا مع بداية حكم العسكر لم تسلم منه الشركة و باتت المحسوبية والزبونية سمة غالبة ولو بإستحياء في بعض القطاعات الحساسة من الشركة !!

قطار تنمية أم قطار نهب ؟؟!!

قبل أيام احتفلت اسنيم بمرور 50 عاما على انطلاق أول قطار منجمي من منجم "لمهودات بإتجاه" انواذيبو و هو إنجاز مهم لكن بعد نصف قرن يحق لنا ان نتساءل : لماذا اقتصر دور الشركة  على نقل خامات الحديد وتصديرها إلى أوروبا؟؟  لماذا لايكون هناك مشروع لإعادة صهر الحديد الخام للإستفادة منه محليا وتصديره ؟؟  لماذا لا يتم تكوين خبراء وطنيين لإستغلال مناجمنا بشكل أفضل ؟؟ 

أمموا "اسنيم !!

إذا كان تأميم ميفرما جعلنا نستفيد من ثرواتنا المعدنية فإن تأميم "اسنيم" من المفسدين بات ملحا من أجل الإستفادة الحقيقية من هذه الثروة و تحويلها إلى شركة لإنتاج ماتحتاجه السوق المحلية من ادوات وقطع غيار وزيادة مساهمتها في الميزانية و امتصاصها للبطالة    المنتشرة في صفوف الشباب .
أمموا "اسنيم" لتستفيدوا من ثروتكم ثم أمموا تازيازت و ام سي ام
 ... أمموا موريتانيا من حكم المفسدين و تسقط تسقط دولة المافيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق