متى تكتمل لوحة الأحزان ؟؟؟!!!
الملامح الحزينة لوالدة ولد المشظوفي وهي تجلس تحت عريش بسيط في مدينة أطار ويمر من أمامها “شريط الزمن” بكل أفراحه وأحزانه بكل آلامه وأماله ..
ترى وجه”فلذة كبدها” بل تسمع كلامه تتحسس طموحاته .. تتذكر ايام كان طفلا ثم صار رجلا تتباهى به في الحي ثم في “خلسة من الزمن” تتسلل إليه “يد الغدر الآثمة لتقتله “ضربا على الرأس” متناسية كل التكريم الآدمي من أجل سواد عيون “ناهبي نحاسنا” من أجانب و “قابضي العمولات” من من يتسمون زورا “بقادة الوطن” …
أحزان والدة المشظوفي تذكر بأحزان والد لمين مانغان الذي طالب بحقه فعاجلته “رصاصة غادرة” كادت أن تكون “القشة التي قصمت ظهر الوحدة الوطنية” … وحدة تعرضت لنكسات عديدة فرقت بين أبناء الوطن الواحد بل جعلت بعضهم “يعدم” بكل برودة أعصاب من عايشهم زمنا طويلا وتقاسم معهم حلاوة الحياة ومرارتها في “ساحات الشرف” التي حولها “المجرمون” إلى ساحات “أحقاد وكراهية” …
لايمكنك أن تتذكر وجه والدة المشظوفي ووالد مانغان دون أن “تهيج ذاكرتك” بتأوهات بل بدموع أخت الشيخاني قائد الطائرة العسكرية بل ربما تسمع “أنين” والدة ولد اياهي بل سيكون “بكاء” أهالي “شهداء المطار” يلازم أذنيك في كل لحظة وأنت تنظر إلى وطن ينهب “ويحترق” أبناؤه فداء “لسمسار همه جيبه” أو مستثمر أجنبي “همه رصيده وحسابه” ….
هذه الدماء النازفة أو المحترقة ستظن لحظة ما أنها تكفي لتشكيل “لوحة الحزن” التي “يزداد طولها كل يوم” وكأنها لاتريد أن تترك شبرا من الوطن إلا وأخذت منه ” أحد الغوالي ” … لوحة تزداد سوادا كل يوم بل تكاد “تجعل منا وطن الحداد الدائم” … عندما تعتقد أن اللوحة اكتملت سيكون “بكاء” بل و “عويل” أهالي “شهداء التبليغيين” قد وصلك ….ستسمع قريبة جبريل ولد انل وهي تقول بعبارات تخنقها العبرات “كان هناك في مالي للجهاد في سبيل الله، وقد بدأ رحلته الدعوية منذ العام 1982، ومن يزر قرية وابندي قرب مدينة بوكي يدرك حجم الجهود التي بذلها جبريل، فقد علم من لم يكن متعلما، وهدى الله على يده كثيرين…”.
لقد يتموا كثيرين وأيموا أكثر، فقد كان معيلا للعشرات، وقد عرف الخير منذ كان شابا يافعا، وداوم على الخروج أثناء العطلة الدراسية منذ عدة عقود من الزمن، وكان برا بوالدته وبأهله وجيرانه بل بكل من عرف”…
ستسمع عن “النهاية التراجيدية ” للجماعة التي خرجت لاتريد علوا في الأرض ولا فسادا … جماعة أرادت أن “تدعو المسلمين للعودة إلى الإسلام السمح إسلام الأخوة والكلمة الطيبة” وفجأة يكون جزاؤهم “رصاصا غادرا ” ينقلهم من “دنيا الظلم ” إلى جوار رب “لايظلم عنده أحد”…
كتيبة عسكرية مالية تنهي حياة مجموعة من أبناء وطننا ضمن حسابات تتعلق بالوضع الداخلي لمالي وقد تكون هناك حسابات خارجية و رسائل للإنقلابي عزيز الذي انهالت “حجارة المطار” على رأسه كأحسن تعبير من أهالي الشهدا عن غضبهم من تجاهله لمأساتهم …
أهالي الشهداء الذين وقفوا لساعات طويلة ولمدة ثلاثة أيام أمام “القصر الرمادي” وبكوا أبناءهم وآباءهم و أقرباءهم بدموع حارة ربما يكون “نشيجهم” وصل لآذان ساكنة القصر أو “مغتصبيه” لكن مادام “استشهاد التبليغيين” لايحقق غرضا سياسيا للإنقلابي و زمرته ومادامت المنسقية في “عطلة ” عن هموم الوطن والمواطنين … هذه العوامل مجتمعة جعلت الإنقلابي عزيز يتجاهل المعتصمين أمام “القصر” وكأن “أرواح الشهداء” ليست “أعظم حرمة عند الله” من “حرمة حرق الكتب ” …
يوم أحرق بيرام أمهات كتب المذهب المالكي وفي توقيت “ليس بريئا” يومها خرج “حامي الشريعة” عزيز على الجموع المفجوعة وقام فيهم خطيبا ” سنطبق الشريعة في بيرام ونحن دولة إسلامية و لامجال للعلمانية فينا ” وبكت إذاعة موريتانيا و تلفزتها كثيرا على “حرق أمهات كتب المذهب المالكي” طبعا كانت الدموع “دموع تماسيح” …
ألا يستحق هؤلاء المفجوعون ولو كلمة مواساة بسيطة تخفف عنهم مصابهم ؟ كيف تم تجاهلهم كل هذا الوقت ثم يراد منهم أن يستقبلوا الإنقلابي ب “الورود”؟
إن “حجارة المطار” هي درس عظيم لكل الذين “يستغلون” مصابنا ليبنوا لهم “مجدا سياسيا” لو تحولنا إلى “شعب الحجارة” ضد كل “الجشعين” سواء كانوا سياسيين أو رجال أعمال أو “فقهاء مزورين” أو “مدعي صلاح” حينها فقط سيفهم هؤلاء أن للضعفاء “سلاحهم ” …
نحن لانملك “سلاحا” ولا “حرسا رئاسيا” … لانملك أموالا طائلة وليست لنا حسابات بنكية ولا شركات حتى ولو كانت وهمية … لسنا من اولئك الذين يولد أبناؤهم “فقهاء وعارفين بالله” … لسنا أصحاب “كرامات و سر حرف “… لكننا نملك “حجارة ” .. ونحن “شعب الحجارة”…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق