الأربعاء، 19 يونيو 2013


ثمانية "كبار" يقررون مصير العالم !!!


عصبة الأمم .. الأمم المتحدة .. الهيئات الدولية .. القانون الدولي .. الشرعية الدولية .. حقوق الإنسان ..الثمانية الكبار ..  أسماء كبيرة تخفي في طياتها تناقضات عالمنا و "نفاقه" !!.. فمايظهر على السطح و ما يقال يختلف عن ماهو في "السر" و مايقام به فعلا !
***
في ايرلندا الشمالية التقطت كاميرات المصورين قادة الدول الثمانية "الكبار" في صورة تذكارية وهم "يبتسمون" وربما يقهقون بعد أن أحكموا وضع الخطة السنوية التي سيقتسمون من خلالها "كعكة" العالم ولكل "عضو" في مجموعة الثماني "نصيب" !!
تماما كما كانت المؤتمرات تنعقد في السابق لتقسيم مناطق النفوذ في العالم حتى لايصطدم "الكبار" ويؤدي ذالك لحروب طاحنة كما حدث في الحربين العالميتين و كما يحدث حين لايرضى "طرف" بحصته فيحاول فرض شروطه بالقوة !! 
يتم توزيع "مناطق النفوذ" حسب قوة الدولة اقتصاديا وعسكريا اي باختصار امتلاكها لكل عناصر القوة فاللغة التي يتحدث بها الجميع هي "لغة القوة" !
***
لم يكن الوزيران سايكس و بيكو وهما يرسمان "بقلم الرصاص" خرائطنا يفعلان ذالك "تسلية" وإنما ينفذان ما اتفق عليه "الأعداء الأصدقاء" حتى لاتقوم حروب طاحنة قد تمكن "للمتربصين" بهم من الدخول على الخط و الإستحواذ على مناطق النفوذ فالولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكن من "الكبار" ستستفيد لاحقا من "حروب الأوروبيين" فيما بينهم خلال الحربين العالميتين لتدخل كقوة جديدة لايمكن تجاهلها وستدخل "نادي الكبار" بكل قوة وحضور !
أدت الحربين العالميتين إلى تراجع قوة بريطانيا و فرنسا وألمانيا ودخول الإتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية كقوتين جديدتين سيطغى صراعهما على "النفوذ العالمي" لفترة طويلة فيما عرف حينها "بالحرب الباردة" و عرف خلالها العالم استقطابا حادا بين معسكرين معسكر غربي رأسمالي تقوده أمريكا ومعسكر شرقي اشتراكي يقوده الإتحاد السوفيتي .
هذا الصراع الذي سينتهي لصالح أمريكا و سياساتها الإقتصادية دون أن يعني ذالك انفرادها "بالنفوذ العالمي" بل ظل هناك مستوى من التوازن وتوزيع "الغنائم" بطريقة ترضي كل "اعضاء نادي الكبار" بما فيهم روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي !!
***
المتتبع لما حدث في العالم من أحداث خلال العقدين الأخيرين بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وموقف أمريكا وروسيا من تلك الأحداث سيدرك أن هناك تنسيقا وتعاونا بينهما أو على الأقل يوجد نوع من "التفاهم" وظهر ذالك جليا خلال غزو أمريكا للعراق عام 2003 حيث ظل الموقف الروسي "يترنح" بين رفض الحرب والموافقة عليها وما إن بدأ القصف الجوي لبغداد إذا "بالدب الروسي" ينزوي فاسحا المجال لما بعد الحرب من "صفقات إعادة الإعمار" أو "مقايضته بمناطق نفوذ أخرى" كتلك التي على تماس مع بحر قزوين والتي تعتبر جزء من أمنه الإستراتيجي !
تخلت روسيا إذن عن حليفها صدام حسين و تركته "لغمة سائغة" لأمريكا "بمقابل طبعا" وهو ماستفعله لاحقا مع حليفها القوي القذافي وستفعله مع آخر حلفائها في منطقة الشرق الأوسط المجرم بشار ولكن كل ذالك لم يتم ولن يتم إلا وفق معادلة تضمن لها الحصول على "مكاسب" ليس بالضرورة أن تكون "مناطق نفوذ" في الشرق الأوسط فلا زال في العالم "متسع" وهناك مناطق نفوذ قد تكون "أكثر مردودية" من كل "أنظمة المقاومة والممانعة والشعارات البراقة" !
***
تأكيدا لكل ماسبق لنعود إلى ايرلندا الشمالية والقمة الأخيرة "لنادي الكبار" و البيان الذي صدر بخصوص سوريا والذي تجنب ذكر مصير الأسد أو مطالبته بالتنحي بل اكتفى بعبارات "غامضة" و "خجولة" وهو مافسره نائب وزير الخارجية الروسي أنه سعي من المجتمعين لعدم الإخلال "بتوازن القوى السياسية" وهي لغة دبلوماسية تخفي "ماتم الإتقاف على القيام به فعليا" بعيدا عن عدسات المصورين و أعين الصحافة وأقلامهم !
***
ستظل كل شعارات العدالة و المساواة والديمقراطية و حقوق الإنسان التي تنادي بها المنظمات الدولية حبرا على ورق مادام مصير العالم بيد "ثمانية" يقررون فيه مايشاؤون و لايرون في غيرهم من الدول إلا "غنائم" جاهزة للتوزيع وفق "منطق القوة" و "توازن الرعب" !
نحن في عالم أعرج عالم القوة والقوة وحدها عالم لامكان فيه للضعفاء لكن ليعلم "الكبار" أن الضعيف لايظل ضعيفا طول حياته وكما خططوا ويخططون ليظلوا مسيطرين فإن غيرهم يخطط ليستعيد حريته وكرامته و ليستفيد من ثروات بلاده و يخرج من "دائرة" نفوذهم وسيطرتهم والبرازيل وتركيا خير مثال وهناك دول كثيرة على الطريق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق