الأحد، 28 أبريل 2013

بلال :  مؤذن أم راقص هيب هوب ؟؟!!


من آدوابه لبراكنه حيث الفقر و التهميش و الحرمان انتقل بلال إلى انواكشوط باحثا عن عمل ليعيل أمه وأخواته اللواتي تركهن في وضع لايحسدن عليه .
لدى وصوله التحق بصديق له يغسل السيارات مقابل أجر زهيد ويتخذ من حائط إحدى الثانويات مكانا للعمل حيث بنى عريشا صغيرا توجد بداخله مجموعة من "جركانات" حجم 20 لترا ذات لون أصفر يملؤها ماء كل صباح من الحنفية المجاورة وعدة العمل وهي عبارة عن قطع قماش صغيرة و مواد تنظيف .
أصبح بلال شريكا لصديقه في عمله الذي يعود عليهم يوميا بدخل زهيد مكنهم من تأجير بيت في أحد أحياء دار النعيم...
بعد استقراره في انواكشوط مدة من الزمن تعرف على "شلة" أصدقاء في نفس عمره و يزاولون أعمالا يدوية !
أعجبته طريقة لبسهم و  مشيهم والأغاني التي يحفظون... بدأ في تقليدهم تخلى عن ثيابه الرثة أبدلها بجينز و مشية خاصة وطريقة خاصة في الكلام تشبه ايقاع موسيقى الراب التي عشقها تقليدا لأصدقائه وباتت هي ترنيمته حتى وهو يغسل السيارات !!
لم يعد يشعر بأي حرج حين يمر في شوارع الحي الذي يسكنه وهو ينزل سرواله عن مؤخرته ! جاعلا على أذنيه سماعات كبيرة هازا رأسه على ايقاع ورقصات ايمينيم و فيفتي سنت !!
مع التغيرات الجديدة التي طرأت عليه نسي الوضع البائس لأمه وأخواته وكره كل مايمت بصلة لحياة "آدوابه" استهوته انواكشوط و الشلة بصخبها و صراخها و حياتها البعيدة عن ماضيه التعيس !!
تحول بلال من شاب وديع كل همه العمل إلى شاب من كبار راقصي الراب و المدخنين واشياء أخرى !!!
 ويسعى للحضور لكل الحفلات الصاخبة مظهرا مهاراته في رقص الهيب هوب !!
ذات مساء وهو يستعد للخروج من بيته متوجها إلى شلته لمح الكيس البلاستيكي"ازازوايه" الذي قدم به من قريته بإعتباره "حقيبة السفر" !!
تذكر والدته واخواته عاد به شريط الذكريات إلى أيام وصوله لأنواكشوط وانبهاره بشوارعها و كثرة سياراتها و ساكنتها ! ...
تذكر سهرات المدح و "لكرز" التي كان يمدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم ... تذكر كم كان معتزا بإسمه بإعتباره سميا لمؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانت والدته تحدثه دوما ... كان يحلم أن يصبح مؤذنا يوما ما ولو في مسجد قريته إذا سمحت لهم ظروفهم المادية ببنائه !!
قصة بلال هي قصة العشرات بل المئات من القادمين إلى انواكشوط والذين لايجدون مؤسسات عامة ولامنظمات مجتمع مدني تؤهلهم و تبعدهم عن طريق الإنحراف و الإنسلاخ من الهوية !! 
قصة تحكي مآسي الآلاف الذين لم يتلقوا تعليما في طفولتهم!! ... قصة تحكي فواجع وآلام الفقراء من سكان "آدوابه" الذين قهروا واضطهدوا واستعبدوا لأسباب واهية ثم تركتهم الدولة والمجتمع يواجهون صعوبات الحياة بمفردهم دون تعليم ولاصحة ولارعاية إجتماعية !!
في الحضارة الإسلامية يرمز بلال للحرية والإنعتاق و التضحية في سبيل العقيدة ... بلال كان رمز الصادح بالحق في كل مكان ولازالت آهاته وترديده "أحد.. أحد" ينصت لها التاريخ بكل خشوع وتتناقلها الأجيال المسلمة عبر الزمان والمكان !
أما راقصي الهيب هوب في الثقافة الأفريقية- الأمريكية فهي نوع من التعبير عن رفض الظلم و الإضطهاد الذي تعرض له السود في أمريكا طيلة قرون من الإستعباد ثم جاء الأحفاد يعلنون ثورتهم عن طريق الأغاني و الرقصات واللبس الغريب !!
فهل نريد لمظلومينا و مضطهدينا أن يسيروا على طريق بلال ويؤذنوا بالحرية في كل مكان أم يرقصوا رقصة الهيب هيب رفضا للظلم مع انسلاخ من الهوية ؟؟!!

الأحد، 21 أبريل 2013

"شمامه" : لحن الزرع و لحن القهر


يتأمل الستيني محمود مزرعته الصغيرة ويسافر عبر الزمن بذاكرته ليتذكر الأعوام الخوالي يوم كان شابا قويا مفتول العضلات يسقي مزرعته من النهر و ينتظر "رحمة السماء" ليزرع "تقليت" و "بشنه" و " آدلكان" و "واشركاش" و عند أوان الحصاد يجتمع هو و أبناء قريته متعاونين على حصاد مزارعهم وما إن ينهوا عملهم حتى يطل عليهم ذالك الشيخ الأسمر البشرة صاحب العمامة الكبيرة و الذي يطلقون عليه أحيانا "الولي" و أحيانا "امرابطنا" ويمكث معهم أياما ويعود قافلا بمختلف أنواع الزرع والفاصوليا والنبق و "تجمخت" !!
لاينسى محمود ابدا ذالك "لمرابط" كما لاينسى لياليهم الجميلة وسمرهم على "المدح" إنه يكاد يسمع صوت مداحهم الشهير "ابريكه" و أصوات الطبل و نغمات "النيفاره" ...
وهو يتأمل مسافرا عبر الزمن هجمت عليه موجة شديدة من السعال أعادته لواقعه البائس .. إنه مريض بأمراض لاحصر لها و انفق جميع مايملك في "لحجاب" عله يشفى لكن دون جدوى !!
لم يعد يزوره زائر ولايذكره ذاكر نسيه "لمرابط" و عائلته وهاهو لايكاد يقوى على الوقوف وينهشه المرض في سهول "شمامه" حتى مزرعته التي كانت كبيرة جدا تناقصت أطرافها و التهمتها مزارع الأرز وباتت اصوات الشاحنات والجرارات و أصوات هدير "الماكنات" التي تسحب الماء من النهر هي "الألحان الجديدة" المسموعة في كل أرجاء القرية الوديعة !!

شمامه ... الأرض والإنسان 

تطلق "شمامه" على السهل الموجود بمحاذاة نهر السنغال ويتميز بأرضه الطينية الخصبة و ظل لقرون عديدة بمثابة "سلة غذاء موريتانيا" حيث تزرع فيه أنواع عديدة من الغلال الزراعية وخاصة في موسم الأمطار .
أغلب ساكنة "شمامه" من لحراطين "المستعبدين" و المضطهدين من قبل القبائل التي تسكن المنطقة و نشاطهم الرئيسي هو الزراعة التي  يذهب حصادهم منها إلى "الأسياد" أو "الإقطاعيين" !!

شمامه ... والدولة الوطنية 

ظل أهل "شمامه" يعانون ومع الدولة الحديثة استمرت معاناتهم و إن تحرروا قليلا من وطأة الإضطهاد والإقطاع إلا أنه مع "الإصلاح الزراعي" عاد الإقطاع بأوجه جديدة و أساليب أحدث !!!
قدم رجال أعمال ولد الطايع من كل حدب وصوب يلتهمون الأراضي و ينهبون بنوك "القرض الزراعي" !!

شمامه ... و "عنصرية الكلمات" 

يقول أحد ظرفاء الفلان أن عنصرية المجتمع تتجاوز الأفراد إلى الكلمات فقبل سنوات عندما كان الوحيد الذي يبيع اللبن هو نساء الفلان أو "بله" كانوا يطلقون على المهنة "بياع اللبن" وعندما امتهن "البيظان" هذه المهنة بعد عمليات التسفير من السنغال أصبح يطلق على ممتهنها "صاحب مشروع اللبن" وأن نفس الشيء وقع مع الزراعة فعندما كان لحراطين هم من يزرعون أطلقوا عليهم "لحراثه" وعندما التحق "البيظان" بالزراعة اصبح يطلق عليهم "مزارعون" !!

شمامه ... والمستقبل

هل سيستعيد اهل "شمامه" حريتهم في التصرف في أرضهم ؟؟ هل سيكون هناك "إصلاح زراعي" حقيقي يعيد الحق لأهله ويعيد "شمامه" لريادتها الزراعية ؟؟ 
تلك أمنية لايبدو أن في الأفق القريب مايبشر بتحقيقها !!



الثلاثاء، 16 أبريل 2013

دموع هيداله : هل نصدق بكاء الطغاة ؟؟ !!


يذكر النقيب المتقاعد  ابريكه ولد امبارك أن هيداله انزل "دمعة" وهو يوقع على حكم الإعدام بحق "كادير " ورفاقه و أن هذه الدمعة كانت كفيلة بوقف هذا الحكم لولا ضغوط قوية مورست على الرجل !!!
لاتغرني دموع الطغاة ولاعبادتهم !! لأنهم لو كانوا يملكون قلوبا لما فعلوا بشعوبهم مافعلوا ولو كانوا يعرفون الله لما اصروا على إهانة وتعذيب عباده !!
"دمعة" هيداله تذكرني ب"سبحة" صدام حسين - رحمه الله- التي ظهر بها أثناء الغزو الأمريكي للعراق وهو يعلقها في رقبته و "يبتسم" للجموع التي طالما قهرها هو وابناؤه كانت ابتسامة و "سبحة" أقرب لإيمان فرعون حين أدركه الغرق !!
سبق لصدام أن "ذرف" دموعا على أصدقائه الذين أصدر "أحكاما بإعدامهم !! .

عشرون عاما من القسوة !!

في برنامج "البيان رقم 1" الذي بثته قناة الجزيرة وأعده الصحفي الموريتاني اللامع بيبه ولد امهادي طرح سؤالا على هيداله بخصوص إعدام كوماندوز 16 مارس لم يبد الرجل اي أسف أو حزن على إعدام خيرة ضباط موريتانيا و رفاقه في السلاح بل دافع دفاعا مستميتا  عن قراره و ذكر كلاما كثيرا من ضمنه أن الشريعة هي التي أعدمتهم !! ... عن أي شريعة يتحدث الرجل ؟؟!!

القصر و الأسر والتبرير !!

في "شبه المذكرات" التي نشرها موقع الأخبار تحت عنوان "من القصر إلى الأسر" يتحدث هيداله في أكثر من صفحة عن مواقف وأحداث جمعته ببعض الضباط الذين سيعدمهم لاحقا ك "كادير" محاولا  بعث رسالة للقارئ مفادها أن الذين سيحاولون الإنقلاب عليه لاحقا قد أنقذهم من الموت أكثر من مرة !! فكان جزاؤه كوماندوزا و رصاصا و إنقلابا !!
يسعى لأن يوهمنا في "مذكراته" أنه كان رجلا محبا لوطنه و بعيدا عن مؤامرات العسكر و فسادهم وحبهم للسلطة فهو وصلها رغما عنه !!

نظام السجون والتعذيب !!

كيف يمكن لنظام اشتهر بسجن النشطاء السياسيين و تعذيبهم أن يقنعنا رأسه أنه كان رحيما بشعبه ؟؟ هل يظن أننا بهذه الدرجة من السذاجة وضعف الذاكرة ؟؟
ففي مثل هذه الأيام تمر ذكرى استشهاد المناضلين الناصريين سيدي محمد ولد لبات و أحمد بن أحمد محمود -رحمهما الله - وقبل فترة مرت ذكرى إعدام ازيد من 12 ضابطا من خيرة ضباط جيشنا الوطني ومنهم من تم أخذه من سرير المستشفى إلى ساحة الإعدام في تحد سافر لكل الشرائع السماوية و القوانين الأرضية !! ... ثم يحدثك عن تطبيق الشريعة !!

تدين الأعراب !!

دائما يسعى البعض لتصوير فترة حكم هيداله أنها من "الزمن الراشدي" و ان الرجل ارتقى لمرتبة "الخليفة الراشدي السادس " !! .. ودليل هذا "البعض" هو رفعه لشعار "تطبيق الشريعة" التي لم يطبق منها إلا الحدود وتم تطبيقها على الضعفاء فقط !! وكذالك "تدين هيداله" .
إن إيمان الأعراب الذي لايتجاوز ذواتهم الضيقة ولاينعكس على الحياة العامة ليس مهما و لاينبغي تسويقه ... الإسلام والحكم الراشدي أكبر من أن يتم اختزالهما في شعارات أو زيارات مفاجئة وقصص بسيطة عن حلب هيداله لشاة فلانة وشرائه الخبز من "البوتيك" العلاني .
لنسجل التاريخ بأمانة و نلعن الطغاة في كل زمان و مكان و نكفر ب "عبادتهم" و "دموع التماسيح" التي يذرفون !! .
المرحومان كادير وأحمد سالم 
متى تكتمل لوحة الأحزان ؟؟؟!!!


الملامح الحزينة لوالدة ولد المشظوفي وهي تجلس تحت عريش بسيط في مدينة أطار ويمر من أمامها “شريط الزمن” بكل أفراحه وأحزانه بكل آلامه وأماله ..
ترى وجه”فلذة كبدها” بل تسمع كلامه تتحسس طموحاته .. تتذكر ايام كان طفلا ثم صار رجلا تتباهى به في الحي ثم في “خلسة من الزمن” تتسلل إليه “يد الغدر الآثمة لتقتله “ضربا على الرأس” متناسية كل التكريم الآدمي من أجل سواد عيون “ناهبي نحاسنا” من أجانب و “قابضي العمولات” من من يتسمون زورا “بقادة الوطن” …
أحزان والدة المشظوفي تذكر بأحزان والد لمين مانغان الذي طالب بحقه فعاجلته “رصاصة غادرة” كادت أن تكون “القشة التي قصمت ظهر الوحدة الوطنية” … وحدة تعرضت لنكسات عديدة فرقت بين أبناء الوطن الواحد بل جعلت بعضهم “يعدم” بكل برودة أعصاب من عايشهم زمنا طويلا وتقاسم معهم حلاوة الحياة ومرارتها في “ساحات الشرف” التي حولها “المجرمون” إلى ساحات “أحقاد وكراهية” …
لايمكنك أن تتذكر وجه والدة المشظوفي ووالد مانغان دون أن “تهيج ذاكرتك” بتأوهات بل بدموع أخت الشيخاني قائد الطائرة العسكرية بل ربما تسمع “أنين” والدة ولد اياهي بل سيكون “بكاء” أهالي “شهداء المطار” يلازم أذنيك في كل لحظة وأنت تنظر إلى وطن ينهب “ويحترق” أبناؤه فداء “لسمسار همه جيبه” أو مستثمر أجنبي “همه رصيده وحسابه” ….
هذه الدماء النازفة أو المحترقة ستظن لحظة ما أنها تكفي لتشكيل “لوحة الحزن” التي “يزداد طولها كل يوم” وكأنها لاتريد أن تترك شبرا من الوطن إلا وأخذت منه ” أحد الغوالي ” … لوحة تزداد سوادا كل يوم بل تكاد “تجعل منا وطن الحداد الدائم” … عندما تعتقد أن اللوحة اكتملت سيكون “بكاء” بل و “عويل” أهالي “شهداء التبليغيين” قد وصلك ….ستسمع قريبة جبريل ولد انل وهي تقول بعبارات تخنقها العبرات “كان هناك في مالي للجهاد في سبيل الله، وقد بدأ رحلته الدعوية منذ العام 1982، ومن يزر قرية وابندي قرب مدينة بوكي يدرك حجم الجهود التي بذلها جبريل، فقد علم من لم يكن متعلما، وهدى الله على يده كثيرين…”.
لقد يتموا كثيرين وأيموا أكثر، فقد كان معيلا للعشرات، وقد عرف الخير منذ كان شابا يافعا، وداوم على الخروج أثناء العطلة الدراسية منذ عدة عقود من الزمن، وكان برا بوالدته وبأهله وجيرانه بل بكل من عرف”…
ستسمع عن “النهاية التراجيدية ” للجماعة التي خرجت لاتريد علوا في الأرض ولا فسادا … جماعة أرادت أن “تدعو المسلمين للعودة إلى الإسلام السمح إسلام الأخوة والكلمة الطيبة” وفجأة يكون جزاؤهم “رصاصا غادرا ” ينقلهم من “دنيا الظلم ” إلى جوار رب “لايظلم عنده أحد”…
كتيبة عسكرية مالية تنهي حياة مجموعة من أبناء وطننا ضمن حسابات تتعلق بالوضع الداخلي لمالي وقد تكون هناك حسابات خارجية و رسائل للإنقلابي عزيز الذي انهالت “حجارة المطار” على رأسه كأحسن تعبير من أهالي الشهدا عن غضبهم من تجاهله لمأساتهم …
أهالي الشهداء الذين وقفوا لساعات طويلة ولمدة ثلاثة أيام أمام “القصر الرمادي” وبكوا أبناءهم وآباءهم و أقرباءهم بدموع حارة ربما يكون “نشيجهم” وصل لآذان ساكنة القصر أو “مغتصبيه” لكن مادام “استشهاد التبليغيين” لايحقق غرضا سياسيا للإنقلابي و زمرته ومادامت المنسقية في “عطلة ” عن هموم الوطن والمواطنين … هذه العوامل مجتمعة جعلت الإنقلابي عزيز يتجاهل المعتصمين أمام “القصر” وكأن “أرواح الشهداء” ليست “أعظم حرمة عند الله” من “حرمة حرق الكتب ” …
يوم أحرق بيرام أمهات كتب المذهب المالكي وفي توقيت “ليس بريئا” يومها خرج “حامي الشريعة” عزيز على الجموع المفجوعة وقام فيهم خطيبا ” سنطبق الشريعة في بيرام ونحن دولة إسلامية و لامجال للعلمانية فينا ” وبكت إذاعة موريتانيا و تلفزتها كثيرا على “حرق أمهات كتب المذهب المالكي” طبعا كانت الدموع “دموع تماسيح” …
ألا يستحق هؤلاء المفجوعون ولو كلمة مواساة بسيطة تخفف عنهم مصابهم ؟ كيف تم تجاهلهم كل هذا الوقت ثم يراد منهم أن يستقبلوا الإنقلابي ب “الورود”؟
إن “حجارة المطار” هي درس عظيم لكل الذين “يستغلون” مصابنا ليبنوا لهم “مجدا سياسيا” لو تحولنا إلى “شعب الحجارة” ضد كل “الجشعين” سواء كانوا سياسيين أو رجال أعمال أو “فقهاء مزورين” أو “مدعي صلاح” حينها فقط سيفهم هؤلاء أن للضعفاء “سلاحهم ” …
نحن لانملك “سلاحا” ولا “حرسا رئاسيا” … لانملك أموالا طائلة وليست لنا حسابات بنكية ولا شركات حتى ولو كانت وهمية … لسنا من اولئك الذين يولد أبناؤهم “فقهاء وعارفين بالله” … لسنا أصحاب “كرامات و سر حرف “… لكننا نملك “حجارة ” .. ونحن “شعب الحجارة”…

الأحد، 14 أبريل 2013

" لمهودات " :  القطار الأطول و الثروة الضائعة !!

هل كان شاعر تيرس العظيم محمد ولد الطلبة اليعقوبي و هو يكتب قصائده الرصينة ومعارضاته مع الشماخ ابن ضرار وحميد ابن ثور يدرك أنه يسير على  كنز من اعظم الكنوز في العالم ؟؟ هل لو علم به كان سيهديه للربع الذي طالما ذكره في قصائده ويهديهه لساكنة الربع ومن ألهمه أروع شعره ؟؟ هل كان "الحديد" سيدخل قاموسه الشعري كتعبير عن القوة والصمود ؟؟ 
من شبه المؤكد أن منطقة "لمهودات" كانت من الأرض التي وطئها الشاعر الكبير وجالت في جوانبها "ركائبه " ...
"لمهودات" التي ستكون لها قصة أخرى غير الأطلال و الدموع والأشواق والحنين ... "لمهودات" ستتحول إلى كنز يسيل لعاب الشركات الأوروبية بل يسيل لعاب كل شركات العالم العاملة في مجال الحديد و الصلب .

واكتشفوا "الكنز" !!

احتل الفرنسي هذه الأرض وهو يفكر في ربط مستعمراته بعضها ببعض ثم راق له أن يبحث عن ثروات تستبطنها هذه الصحاري والوهاد والهضاب فبحث ونقب و اخيرا عثر على الكنز ... عثر على كنز "لمهودات" الذي تم استغلاله بأبشع طريقة دون أن يستفيد منه الشعب الموريتاني إلا النزر اليسير تماما كما يحدث الآن مع كنز "تازيازت" !!!

ميفرما : الشركة الفرنسية "للنهب"

تولت ماسمي حينها بشركة معادن موريتانيا المعروفة اختصارا ب "ميفرما" استغلال منجم "لمهودات" ويذكر الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله في مذكراته أنه هو من سعى من خلال علاقاته الدبلوماسية ومن خلال علاقاته القوية بالفرنسيين للحصول على قرض من البنك الدولي لتمويل مشروع استغلال المعادن لكن الإستفادة في النهاية رجعت للشركات الأوروبية و الفرنسية التي ساهمت في تمويل المشروع وباتت شركة "ميفرما" عنوانا لنهب الثروة المعدنية المستغلة حديثا وعنوانا كذالك "لإضطهاد" الموريتانيين العاملين فيها ومعاملتهم بطريقة لا إنسانية تماما كما تفعل شركتي تازيازت و ام سي ام هذه الأيام !!!

الشباب يثور 

لم يرض الشباب الموريتاني "الكادح" على نهب ثرواته من قبل المحتل الفرنسي وثار من أجل وضع حد لهذا الإستغلال البشع و النهب المنظم لثرواتنا وهو ما أدى في النهاية لتأميم "ميفرما" وعودة معادننا إلى "حضن" الوطن 
كان قرار التأميم قرارا شجاعا من المختار و تحقيقا لمطلب مهم رفعته جماهير الشعب الغاضبة من المحتل الفرنسي والتي قادها "الكادحون" لتحقيق هذا النصر الكبير والذي اعتبر بمثابة تحقيق الإستقلال الحقيقي لبلادنا .

"اسنيم" ... فرحة لم تكتمل !!

تولت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" استغلال معادن الحديد من منجم "لمهودات" بعد تأميم "ميفرما" و استطاعت الشركة في ظرف وجير أن تكون رافدا إقتصاديا مهما لبلادنا وأن تكون أكبر مشغل لليد العاملة الوطنية واكبر مساهم في الميزانية لكن الفساد الذي استشرى كثيرا مع بداية حكم العسكر لم تسلم منه الشركة و باتت المحسوبية والزبونية سمة غالبة ولو بإستحياء في بعض القطاعات الحساسة من الشركة !!

قطار تنمية أم قطار نهب ؟؟!!

قبل أيام احتفلت اسنيم بمرور 50 عاما على انطلاق أول قطار منجمي من منجم "لمهودات بإتجاه" انواذيبو و هو إنجاز مهم لكن بعد نصف قرن يحق لنا ان نتساءل : لماذا اقتصر دور الشركة  على نقل خامات الحديد وتصديرها إلى أوروبا؟؟  لماذا لايكون هناك مشروع لإعادة صهر الحديد الخام للإستفادة منه محليا وتصديره ؟؟  لماذا لا يتم تكوين خبراء وطنيين لإستغلال مناجمنا بشكل أفضل ؟؟ 

أمموا "اسنيم !!

إذا كان تأميم ميفرما جعلنا نستفيد من ثرواتنا المعدنية فإن تأميم "اسنيم" من المفسدين بات ملحا من أجل الإستفادة الحقيقية من هذه الثروة و تحويلها إلى شركة لإنتاج ماتحتاجه السوق المحلية من ادوات وقطع غيار وزيادة مساهمتها في الميزانية و امتصاصها للبطالة    المنتشرة في صفوف الشباب .
أمموا "اسنيم" لتستفيدوا من ثروتكم ثم أمموا تازيازت و ام سي ام
 ... أمموا موريتانيا من حكم المفسدين و تسقط تسقط دولة المافيا .

السبت، 13 أبريل 2013


لتحترق لندن ويبقى القانون 

أثناء الحرب العالمية الثانية وبينما كان هتلر يسعى لتدمير لندن ومحوها من الخريطة بعد أن غزا معظم دول أوروبا  كان أحد سائقي التاكسي في مدينة الضباب يعلم وزير الدفاع البريطاني أهم درس تلقاه في حياته في احترام القانون والإلتزام حتى لو احترقت لندن !!

السرعة القانونية 

في إحدى ليالي الحرب العالمية الثانية كان وزير الدفاع البريطاني ينام في منزله بضاحية لندن وفجأة جاءه اتصال مفاجئ من وزارة الدفاع يطلب منه الحضور فورا خرج مسرعا من بيته و دلف في سيارته و أدار المفتاح لكن السيارة لم تتحرك حاول مرارا لاجدوى .
وقف على الطريق  العام وأوقف أول سيارة تاكسي تمر أمامه جلس في المقاعد الخلفية وخاطب السائق : لو سمحت زد من سرعتك قليلا فأنا مستعجل ولدي حالة طارئة !! 
لم يكترث السائق بالكلام استشاط الوزير غضبا قلت لك أن تزيد من سرعة السيارة لأنني لو تأخرت عدة دقائق فسيتم تدمير لندن ! ألا تعرفني أنا وزير الدفاع و آمرك ان تزيد سرعتك !!
رد عليه السائق بكل برودة أعصاب : لايهمني من تكون القانون فوق الجميع وقد حدد السرعة ب 60 ميلا ... تحترق لندن أو لاتحترق لايهم المهم هو القانون !!
لم ينبس الوزير ببنت شفة وظل "متكوما" في المقاعد الخلفية إلى أن وصل لمباني وزارة الدفاع نزل من التاكسي وصعد السلالم بسرعة إلى مكتبه.

أمة تستحق !

بعد هذه الحادثة بسنين سيصبح وزير الدفاع البريطاني رئيسا للوزراء وسيحكي قصته مع سائق التاكسي في خطاب عام موجه للبريطانيين ثم يختم خطابه بقوله : إن أمة فيها مثل هذا السائق الذي يحترم القانون و يلتزم به هي أمة تستحق أن تسود العالم !

القانون المنتهك !!

أتذكر هذه القصة دوما كلما سمعت حديثا عن احترام القانون في بلادنا فالقانون في هذه الأرض يبدو أنه كتب لا ليطبق وإنما لينتهك نحن نطبق "قوانين الفوضى" و "قوانين القوة" من أعلى هرم في السلطة وحتى أضعف مواطن !!
كل من وجد فرصة لإنتهاك القانون لن يضيعها إلا القلة القليلة التي تحاول جاهدة أن تقنع نفسها أنها في دولة لها قوانين يجب ان تحترم ويلتزم بها  وليست في "ارض السيبة" التي لايسري فيها إلا قانون الغاب !!

القانون أو "السيبة" !!

هل يوجد منا من هو مستعد للعب دور "سائق التاكسي" الملتزم بالقانون رغم الضغوطات؟؟ هل نلتزم بالقانون حتى ولو لم يلتزم به من هو مكلف بتطبيقه؟؟ هل هناك أمل في المستقبل المنظور أن تتحول بلادنا إلى دولة القانون بدل "دولة الغاب" ؟؟ هل تطبيق القوانين مسؤولية السلطة أم مسؤولية الجميع ؟؟

القانون أو الخراب !!

إننا إذا لم نلتزم بالقوانين التي نسنها فإننا مهددون بالزوال و الخراب والتناحر... مهددون بالعودة إلى عهود "السيبة" التي على مايبدو نعيش الآن في حلقة من حلقاتها !!
فهل نعي أن الإلتزام بالقانون  هو لمصلحتنا جميعا حتى لاتغرق السفينة .


الخميس، 11 أبريل 2013

الصنم و الصنمين و الأصنام

1- الصنم 

طالب موريتاني يدرس بإحدى كليات جامعة دمشق و يسكن في المدينة الجامعية  غادرها لشراء بعض الحاجيات من السوق وعند العودة أخذ تاكسي 
سائق التاكسي :  إلى أين ؟
الطالب : المدينة الجامعية !
سائق التاكسي: أي مدينة جامعية ؟؟!!!
الطالب : تلك المدينة الجامعية التي يوجد بها "صنم" ضخم !!
سائق التاكسي فغر فاه متعجبا وازدادت نبضات قلبه : صنم ! صنم !  آه تذكرت !

زاد السائق سرعة سيارته و توقف أمام المدينة الجامعية ونزل الطالب الموريتاني 
سائق التاكسي  ينادي على الطالب : اسمع يا ابني هذا ليس صنما ! هذا تمثال القائد حافظ الأسد ! 
الطالب الموريتاني : آه ... فهمتك 

2- الصنمين 

عندما كنت أمر على الطريق الدولي الرابط بين عمان ودمشق كان يلفت انتباهي لوحة تشير إلى مدينة سورية لاتبعد كثيرا عن الطريق تسمى "الصنمين" !
كنت افكر كثيرا في هذا الإسم ... لماذا سموا مدينتهم بالصنمين ؟؟ هل في هذا إشارة خفية للطاغيتين الصنمين حافظ وبشار ؟؟ 
أدركت سر التسمية حين أقدمت "شبيحة " المجرم بشار على "ذبح" العشرات من سكان الصنمين في ثاني مجزرة تحدث بالمدينة منذ قيام الثورة السورية !
السوريون إذن قرروا القضاء على عهد الصنمين و ستظل مدينة "الصنمين" صامدة حتى تتحرر من طغيانهما و حينها يمكن تغيير اسم مدينتهم إلى اسم يتناسب مع عودة الحرية والكرامة للشعب السوري العظيم !

3- الأصنام

- ولاية الشلف بالجزائر كان يطلق عليها مدينة "الأصنام" وفي عام 1980 وقع فيها زلزال قوي أدى لمقتل أكثر من 3000 شخص ودمر أجزاء كبيرة من المدينة 
- الأصنام كان يعبدها كفار العرب في جاهليتهم و في العصر الحديث عبد بعض العرب "الطغاة الأصنام" !
- اشتهر صدام وحافظ بكثرة تماثيلهم التي هي نوع من الأصنام على رأي الطالب الموريتاني الدمشقي !!