الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

شركات المعادن: سارق و سمسار



يلبس بذلة أنيقة و يحمل حقيبة يتنقل من مطار إلى مطار .. عرفته مدن كثيرة في العالم عبر بحثه الدؤوب عن رجال أعمال مهتمون بالتنقيب عن المعادن .. لايهمه إن كان رجل الأعمال يمتلك شركة للتنقيب ذات خبرة في المجال بقدر مايهمه "كوميسيوه" التي سيدفعها المهتم...
اتصل بعدد من رجال الأعمال لكنهم لم يتفقوا معه بسبب "قيمة كوميسيوه" التي تبلغ ملايين الدولارات و خشيتهم من تجاوزات قانونية تودي بهم إلى المحاكم و القضاء و المتابعات ...
كاد أن ييأس و فجأة تذكر صديقه الإسباني الذي جمعته معه "أعمال خاصة جدا" وكانت "المافيا" حاضرة بقوة في كل تفاصيلها .. اتصل على صديقه وعرض عليه الفكرة في أقل من أسبوع كانت أوراق الشركة"الوهمية " جاهزة و صدرت رخصة التنقيب من مجلس الوزراء الموريتاني ...
التقى الصديقان في اتواكشوط ... سلم الإسباني للموريتاني شيكا بقيمة "كوميسيوه" و تحركا معا للبدء في اجراءات التنقيب بعد فترة باعا الرخصة لشركة استرالية  عن طريق "سمسار " موريتاني آخر...
الشركة الأسترالية جاءت بمعداتها و بدأت التنقيب وعن طريق "سمسارها" الموريتاني وصلتها كل المعدات اللوجستية التي أجرتها منه بمبالغ "خيالية" بل إنه "أجر" لها اليد العاملة و كان هو "الوسيط" بينها وبين السلطات الإدارية ...
فهم الأستراليون أنهم في "أرض بلا أهل " فأقبلوا ينهبون كل شيء "آثار قديمة..معادن.." دون حسيب ولا رقيب ... الوقت يمر والأرباح تزداد .. ..يضعون النفايات في أي مكان لاتهمهم الأضرار التي ستلحقها بالبيئة و السكان ماداموا يدفعون مقابلا "للوسيط" الموريتاني عن كل تلك التصرفات "الخارجة على كل القوانين المحلية و الدولية"...
بعد سنوات من "النهب" باع الأستراليون "منجمهم" وكل معداتهم لشركة "كندية" عن طريق "وسيط موريتاني ثالث" ... أخذ "الوسيط" "كوميسيوه" وغادر الأستراليون موريتانيا ...
في فندق بمدينة "ميلانو " الإيطالية اجتمع الإسباني مع استراليين وكنديين  في إطار التحضير لبعض "الغزوات المافيوية" على معادن موريتانيا  ووضعوا الخطة التي تقضي "بنهب المعادن بشكل ممنهج" دون أن يعرف أي أحد عن حقيقة "انتمائنا للمافيا" حتى "الوسطاء الموريتانيون" ...
هذا مقطع بسيط و مختصر من "قصة النهب الطويلة" التي تتعرض لها ثروتنا المعدنية على يد "الشركات الأجنبية" وبتواطئ من موريتانيين كل همهم هو الحصول على "كوميسيوه" وليذهب الوطن بعدها إلى الجحيم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق