"نسائم بدر" القادمة من غزة
و أنا أتابع وقائع النصر الذي حققته كتائب المقاومة في غزة تقافز إلى ذهني بيت للشاعر العباسي أبي تمام من قصيدته ذائعة الصيت التي مطلعها : السيف أصدق إنباء من الكتب.
و البيت هو :
فبين أيامك اللاتي نصرت بها ** و بين أيام بدر أقرب النسب
غزة و كتائبها المقاومة التي حققت في أيام ما عجزت عنه جيوش عتيدة في عديد العقود من الصراع مع الكيان الصهيوني ...
غزة التي أضحت كابوسا للصهاينة و التي تمنى أحد قادتهم المجرمين يوما أن يستيقظ و يجدها و قد ابتلعها البحر !
غزة التي تحولت إلى رمز للعزة في زمن الذل و الإنتكاسات
كان أهلها رائعون و هم يواجهون الحصار المستمر عليهم منذ سنين و الذي يحكم قبضته "الأخ" قبل العدو !!
كانوا رائعين عندما حولوا "كارثة الحصار" إلى "دورة تكوينية" في الصبر و التضحية و البذل و الإستعداد لانظير لها في العصر الحديث .
كانوا رائعين عندما كشفوا عن تقدم مدهش في التصنيع العسكري رغم الحصار و قلة ذات اليد و تخاذل الأهل و تكالب الأعداء !
كانوا رائعين عندما وجهوا ضربات مؤلمة و نوعية للعدو و خلف خطوطه !
كانوا رائعين عندما أرغموا ساكنة المغتصبات على الإختباء كالفئران طيلة شهر كامل !
كانوا رائعين عندما واجهوا العدو من "مسافة الصفر" و أثخنوا فيه قتلا و أسرا !
أعادت غزة للأمة أيام نصرها المجيدة كأيام بدر و حطين و عين جالوت و فتح القسطنطينية و الخامس من رمضان و الكرامة
من "النفق" الذي تحول إلى أسطورة قادت كتائب المقاومة الأمة كلها إلى نصر مؤزر على عدوها .
تحول "النفق" إلى مكان للعز و المقاومة و استعادة الكرامة و ليس مكان للإختباء عن العدو جبنا أو قهرا .
"النفق" أصبح فخرا و عزا فمنه توجه أعتى الضربات لعمق الكيان الصهيوني .
تغيرت المفاهيم في العدوان الأخير على غزة و بات من الضروري إعادة "التعريف" للقواعد و المصطلحات العسكرية .
من غزة تتنسم الأمة هذه الايام "نسائم بدر" و تتذكر أيام النصر .
و تحولت غزة إلى "روح" تسري في جسد أمة أنهكتها الهزائم و مخططات الأعداء و السياسات العرجاء لأنظمة النهب و الفساد و الظلم و الديكتاتورية .