الأحد، 28 سبتمبر 2014

"الشاعر الإيادي" يبعث برسالة عاجلة إلى العرب 

التحركات داخل قصر "كسرى" ليست طبيعية و حركة الجند تزداد مع مرور ساعات النهار .. ينادي كسرى على الموظف بديوانه الشاعر العربي لقيط بن يعمر الإيادي طالبا منه كتابة رسالة عاجلة إلى القبائل العربية المتاخمة لحدود الإمبراطورية بضرورة التجمع في مكان واحد حتى "يسعد" الإمبراطور بلقائهم جميعا !!
لم يكن الشاعر بذالك "الغباء" فهو يدرك حنق كسرى على العرب و سعيه للقضاء عليهم و أدرك أن عليه أن ينقذ قومه و لو كلفه ذالك روحه !
بدأ النداء حارا يستذكر صاحبه أماكن رسمت في مخياله الكثير و الكثير من الصور الجميلة و ربما الذكريات الأليمة
يا دار عمرة من محتلها الجرعا ** هاجت لي الهم و الأحزان و الوجعا 
و بعدها بدأ في رسائل التحذير و أعطى لقومه حقيقة ما يقوم به الفرس من تجهيزات عسكرية للقضاء عليهم و جعلهم أثرا بعد عين
في كل يومٍ يسنّون الحراب لكم **  لا يهجعونَ، إذا ما غافلٌ هجعا  
يرى "الشاعر الإيادي" ما يعده الفرس فيحزنه أن قومه في سبات عميق و كأن الخطر القادم لايعنيهم في شيئ
مالي أراكم نياما في بلهنية ** و قد ترون شهاب الحرب قد سطعا 
الحل ليس في النوم يا قوم الحل في الإستعداد و إختيار قائد بإمكانه قيادة المرحلة بنجاح و الوصول إلى بر الأمان 
فقلدوا أمركم لله دركم ** رحبَ الذراع بأمر الحرب مضطلعا 
لا مترفاً إن رخاءُ العيش ساعده** ولا إذا عضَّ مكروهُ به خشعا 
أيها اللاهون في بلاد العرب جميعا .. أيها الغافلون عن ما يحاك ضدهم .. أيها المختلفون بينهم و أعداؤهم يتحالفون للقضاء عليهم .. أيها الجاهلون بالتاريخ و سنن الكون
هذا كتابي إليكم و النذير لكم ** لمن رأى رأيه منكم و من سمعا
لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل ** فاستيقظوا غن خير العلم ما نفعا
إن "الكسروية الجديدة" أخطر من "الكسروية القديمة" و "الشاعر الإيادي" لم يقصر في تنبيه قومه قديما و لا يزال لرسالته صداها و أهميتها اليوم إذا وجدت من يلتقطها بسرعة و يقرؤها بفهم عميق لما يجري حوله من مخططات و يكون واعيا لطريقة صدها و دحرها و لن يكون ذالك إلا بالوحدة و نبذ الخلافات الهامشية و تقوية الصف الداخلي و تنقيته من العملاء و تحقيق عدالة إجتماعية تنصف الجميع و تجعله يشعر بأنه ابن دولته و سيدافع عنها بكل ما أوتي و لن يسلمها "لأحفاد كسرى" و لا
"لجند خامنئي" ! 


الاثنين، 11 أغسطس 2014

"نسائم بدر" القادمة من غزة

و أنا أتابع وقائع النصر الذي حققته كتائب المقاومة في غزة تقافز إلى ذهني بيت   للشاعر العباسي أبي تمام  من قصيدته ذائعة الصيت التي مطلعها : السيف أصدق إنباء من الكتب.
و البيت هو :


                     فبين أيامك   اللاتي نصرت بها ** و بين أيام بدر أقرب النسب

غزة و كتائبها المقاومة التي حققت في أيام ما عجزت عنه جيوش عتيدة في عديد العقود من الصراع مع الكيان الصهيوني ...
غزة التي أضحت كابوسا للصهاينة و التي تمنى أحد قادتهم المجرمين يوما أن يستيقظ و يجدها و قد ابتلعها البحر !
غزة التي تحولت إلى رمز للعزة في زمن الذل و الإنتكاسات
كان أهلها رائعون و هم يواجهون الحصار المستمر عليهم منذ سنين و الذي يحكم قبضته "الأخ" قبل العدو !!
كانوا رائعين عندما حولوا "كارثة الحصار" إلى "دورة تكوينية" في الصبر و التضحية و البذل و الإستعداد لانظير لها في العصر الحديث .
كانوا رائعين عندما  كشفوا عن تقدم مدهش في التصنيع العسكري رغم الحصار و قلة ذات اليد و تخاذل الأهل و تكالب الأعداء !
كانوا رائعين عندما وجهوا ضربات مؤلمة و نوعية للعدو و خلف خطوطه !
كانوا رائعين عندما أرغموا ساكنة المغتصبات على الإختباء كالفئران طيلة شهر كامل !
كانوا رائعين عندما واجهوا العدو من "مسافة الصفر" و أثخنوا فيه قتلا و أسرا !
أعادت غزة للأمة أيام نصرها المجيدة كأيام بدر و حطين و عين جالوت و فتح القسطنطينية و الخامس من رمضان و الكرامة 
من "النفق" الذي تحول إلى أسطورة قادت كتائب المقاومة الأمة كلها إلى نصر مؤزر على عدوها .
تحول "النفق" إلى مكان للعز و المقاومة و استعادة الكرامة و ليس مكان للإختباء عن العدو جبنا أو قهرا .
"النفق" أصبح فخرا و عزا  فمنه توجه أعتى الضربات لعمق الكيان الصهيوني .
تغيرت المفاهيم في العدوان الأخير على غزة و بات من الضروري إعادة "التعريف" للقواعد و المصطلحات العسكرية .
من غزة تتنسم الأمة هذه الايام "نسائم بدر" و تتذكر أيام النصر .
و تحولت غزة إلى "روح" تسري في جسد أمة أنهكتها الهزائم و مخططات الأعداء و السياسات العرجاء لأنظمة النهب و الفساد و الظلم و الديكتاتورية .